كتاب كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري (اسم الجزء: 2)
يغفرَ الله وهو الغفورُ" وفيه دليل على الخوارج وغيرهم من المكفرين بالذنوب، والموجبين لخلود المذنبين في النار، فأول الحديث يرد على من أنكر الزيادة والنقص في الإِيمان، لأن الحسن تتفاوت درجاته، وآخره يرد على الخوارج والمعتزلة.
رجاله أربعة:
الأول: مالك بن أنس الإِمام مر في الثاني من بدء الوحي.
ومر زيد بن أسلم، وعطاء بن يسار في الثاني والعشرين من كتاب الإِيمان هذا.
ومر أبو سعيد الخُدْريّ في الثاني عشر منه أيضا.
وهذا الحديث أورده البخاري معلقًا بصيغة الجزم، وقد مر الكلام على التعليق وأحكامه في الرابع من بدء الوحي، ولم يوصله البخاري في موضع آخر من هذا الكتاب، وقد وصله أبو ذَرٍّ الهَرَويّ في روايته "للصحيح"، فقال عقِبهُ: أخبرنا النَّضْروِيّ هو العباس بن الفضل، حدثه الحسن بن إدريس، حدثه هشام بن خالد، حدثه الوليد بن مسلم، عن مالك به. وكذا وصله النّسائي من رواية الوليد بن مسلم، حدثه مالك، ووصله الحسن بن سفيان من طريق عبد الله بن نافع، والبزار من طريق إسحاق الغزويّ، والإِسماعيلي من طريق عبد الله بن وَهْب، والبيْهَقيّ في "الشعب" من طريق إسماعيل بن أبي أويس، كلهم عن مالك، وأخرجه الدارقطني من طريق أخرى، عن مالك، وذكر أنَّ مَعْن بن عيسى رواه عن مالك، فقال: عن أبي هُريرة بدل أبي سعيد، وروايته شاذة، وقال الخطيب: هو حديث ثابت. وذكر البزار أن مالكًا تفرد بوصله.
لطائف إسناده: منها أن رواته كلهم أئمة أجلاء مشهورون، ومنها أنه مسلسل بلفظ الإِخبار على سبيل الانفراد، وهو القراءة على الشيخ إذا
الصفحة 250
474