كتاب تفسير الثعالبي = الجواهر الحسان في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

وخرج أبو بكر بن الخطيب بسنده، عن عبد الرحمن بن عوف «1» ، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:
قَالَ: «إِنَّ نُزُولَ اللَّهِ تعالى إِلَى الشَّيْءِ إِقْبَالُهُ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ نُزُولٍ» «2» . اهـ.
والسَّحَر: آخرُ الليل، قال نافِعٌ: «كان ابْنُ عُمَرَ يُحْيِي الليْلَ صلاةً، ثم يقولُ: يا نَافِعُ، أسْحَرْنَا، فأقول: لاَ، فَيُعَاوِدُ الصَّلاة، ثم يسأل، فَإِذا قُلْتُ: نَعَمْ، قَعَدَ يَسْتَغْفِرُ» .
قال ع «3» : وحقيقةُ السَّحَرِ في هذه الأحكامِ الشرعيَّة من الاستغفار المحمودِ، وسُحُورِ الصَّائِمِ، ومِنْ يَمِين لَوْ وَقَعَتْ، إنما هي مِنْ ثُلُثِ اللَّيْلِ الآخر إلى الفجر.

[سورة آل عمران (3) : الآيات 18 الى 20]
شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (19) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (20)
__________
(1) هو: عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة.. أبو محمد. القرشي. الزهري. من مشاهير الصحابة، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة أهل الشورى الذين أوصى إليهم عمر بعده، وأحد الثمانية الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق، وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وصلّى خلفه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومناقبه كثيرة لا يتسع المقام لذكرها.
توفي سنة (31) ب «المدينة» .
تنظر ترجمته في: «أسد الغابة» (3/ 480) ، «الإصابة» (4/ 176) ، «الاستيعاب» (2/ 844) ، «الاستبصار» (114، 126) ، «تجريد أسماء الصحابة» (1/ 353) ، «عنوان النجابة» (131) ، «الرياض المستطابة» (176) ، «الأعلام» (3/ 321) ، «التاريخ الكبير» (5/ 239) ، «التاريخ الصغير» (1/ 50) ، «العبر» (1/ 33) ، «الكاشف» (2/ 179) ، «بقي بن مخلد» (53) ، «تاريخ الإسلام» (3/ 221) ، «الرياض النضرة» (2/ 376) ، «البداية والنهاية» (7/ 163) ، «سير أعلام النبلاء» (1/ 68) ، «شذرات الذهب» (1/ 25، 38، 62) ، «التحفة اللطيفة» (2/ 524) ، «تهذيب الكمال» (2/ 809) ، «تقريب التهذيب» (1/ 494) ، «العقد الثمين» (5/ 396) .
(2) أخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (2/ 246) . وقال الذهبي في «الميزان» (5083) : إسناد مظلم، ومتن مختلق، وقال ابن عراق في «تنزيه الشريعة» (1/ 138) : وفيه عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر البقال، وبحر بن كنيز السقا، وعبد الكريم بن روح. قال الذهبي في «تلخيص الموضوعات» : هم ظلمات متروكون.
(3) ينظر: «المحرر الوجيز» (1/ 412) .

الصفحة 20