كتاب تفسير الثعالبي = الجواهر الحسان في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ خَالِصاً مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ» «1» ، وروى زيْدُ بن أرْقَم «2» ، عن النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم أنه قال:
«مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُخْلِصاً دَخَلَ الجَنَّةَ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا إخْلاَصُهَا؟ قَالَ: أَنْ تَحْجِزَهُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ» «3» ، خرَّجه الترمذيُّ الحَكِيمُ في «نَوَادِرِ الأصول» اهـ من «التّذكرة» .
وقائِماً: حالٌ من اسمِهِ تعالى في قوله: شَهِدَ اللَّهُ، أو من قوله: إِلَّا هُوَ، والقسط: العَدْل، وقوله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ ... الآية: الدِّينُ في هذه الآية: الطاعةُ والمِلَّة، والمعنى: أنَّ الدين المَقْبُول أو النافع هو الإِسلام، والإِسلام في هذه الآية هو الإِيمانُ والطَّاعات، قاله أبو العالية «4» وعليه جمهور المتكلِّمين، وحديثُ:
«بُنِيَ الإِسْلاَمُ على خَمْسٍ» «5» ، وحديثُ مجيء جبريل يعلّم النّاس................
__________
(1) أخرجه البخاري (1/ 233) كتاب «العلم» ، باب الحرص على الحديث، حديث (99) ، و (11/ 426) :
كتاب «الرقاق» ، باب صفة الجنة والنار، حديث (6570) .
(2) هو: زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك بن الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج. أبو عمر. وقيل: أبو سعد، وقيل: أبو سعيد. الأنصاري، الخزرجي. سكن «الكوفة» ، وابتنى بها دارا في «كندة» .
روى حديثا كثيرا عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، روي عنه من وجوه أنه شهد مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سبع عشرة غزوة، واستصغر يوم أحد، وكان يتيما في حجر عبد الله بن رواحة، وسار معه إلى مؤتة، ويقال: إن أول مشاهده «المريسيع» . شهد مع علي «صفين» ، وهو معدود في خاصة أصحابه.
توفي ب «الكوفة» سنة (66) ، وقيل: (68) .
ينظر ترجمته في: «أسد الغابة» (2/ 276) ، «الإصابة» (3/ 21) ، «الثقات» (3/ 139) ، «الاستيعاب» (2/ 535) ، «الاستبصار» (11) ، «الأعلام» (3/ 56) ، «تجريد أسماء الصحابة» (1/ 196) ، «الطبقات الكبرى» (1/ 18، 2/ 65) ، «در السحابة» (770) ، «الرياض المستطابة» (87) ، «بقي بن مخلد» (48) .
(3) ذكره المنذري في «الترغيب والترهيب» (2/ 391) رقم (2253) ، وعزاه للطبراني في «الكبير» ، و «الأوسط» ، وضعفه.
وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (1/ 21) ، وقال: رواه الطبراني في «الأوسط» ، و «الكبير» ، وفي إسناده محمد بن عبد الرّحمن بن عزوان، وهو وضاع. [.....]
(4) ذكره ابن عطية في « «تفسيره» » (3/ 413) .
(5) أخرجه البخاري (1/ 64) كتاب «الإيمان» ، باب دعاؤكم إيمانكم حديث (8) ، ومسلم (1/ 45) كتاب «الإيمان» ، باب بيان أركان الإسلام ودعائمه العظام، حديث (19/ 16) ، والترمذي (5/ 5) كتاب «الإيمان» ، باب ما جاء في «بني الإسلام على خمس» ، حديث (2609) ، والنسائي (8/ 107- 108) كتاب «الإيمان» ، باب على كم بني الإسلام، وأحمد (2/ 120، 143) ، والحميدي (2/ 308) رقم (703) ، وابن خزيمة (308، 309) ، وأبو يعلى (10/ 164) رقم (5788) ، وابن حبان (158) ، وأبو نعيم في «الحلية» (3/ 62) ، والبيهقي (4/ 81) كتاب «الزكاة» ، والبغوي في «شرح السنة» (1/ 64- بتحقيقنا) من طرق عن ابن عمر به.
وقال الترمذي: هذ حديث حسن صحيح. -

الصفحة 22