كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 2)

ومثل ما روي عن أبي سعيدٍ مرفوعاً: " لما عُرِجَ بي إلى السماء ما مَرَرْتُ بسماءٍ إلا ووجدتُ فيها مكتوباً: محمد رسولُ الله، وأبو بكر الصديق مِن خلفي ".
قال الذهبي (¬1): هو باطل، وعن ابن عباس مثله وهو أيضاً باطل، وعن أبي هريرة أيضاًً مثله (¬2) وفيه رَجُلٌ مُتَّهم بالكذب.
ومثل ما روي عن الزُّبير بن العوَّام رضي الله عنه قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " اللهم (¬3) جعلتَ أبا بكر رفيقي في الغارِ، فاجعله رفيقي في الجنة " من رواية محمد بن الوليد بن أبان القلانسي البغدادي مولى بني هاشم.
قال ابنُ عدي (¬4): كان يضع الحديث. وقال ابن أبي عَروبة: كذاب.
¬__________
= البراء، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: من ركب هذا الحديث على مثل هذا الإسناد، فما أبقى من اطراح الحشمة والجرأة على الكذب شيئاً، ونعوذ بالله من الخذلان، ونسأله العصمة عن تزيين الشيطان إنه ولي ذلك، والقادر عليه. ثم نقل عن الدارقطني قوله في أبي بكر الأشناني (محمد ابن عبد الله بن إبراهيم بن ثابت): كذاب دجال. وانظر " الميزان " 3/ 605 - 606، و" اللآلي المصنوعة " 1/ 292.
(¬1) في " الميزان " 3/ 609 - 610 في ترجمة محمد بن عبد الله بن يوسف المهري، وهذا الحديث رواه الخطيب في " تاريخه " 5/ 444 - 445 من حديث أبي سعيد، وابن عباس، وأبي هريرة، والبزار (2482) من حديث ابن عمر، وابن عدي 4/ 1507 من حديث أبي هريرة، وأورده ابن الجوزي في " الموضوعات "، وقال: عبد الله بن إبراهيم الغفاري يضع الحديث، وشيخه فيه -عبد الرحمن بن زيد بن أسلم- ضعيف باتفاق، وقد حاول الحافظ السيوطي في " اللآلي " 1/ 296 - 297 أن يشد من أزر هذا الحديث، ويحسنه، فلم يصنع شيئاً، فإن كل ما ذكره لا ينهض للاستدلال على صحة مدعاه.
(¬2) في (ب): مثله أيضاًً.
(¬3) في (ب) و (ش): اللهم كما.
(¬4) في " الكامل " 6/ 2287، ونصه: يضع الحديث ويوصله، ويسرق، ويقلب الأسانيد والمتون، وانظر " ميزان الاعتدال " 4/ 59 - 60.

الصفحة 383