كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 2)

الجاهل الذي أتى بالموضوعاتِ في فضل معاوية، فهو المُتَّهَم بها، أو شيوخه المجهولون (¬1).
وقال الذهبي في ترجمة السري بن عاصم (¬2): وهَّاه ابنُ عدي، وكذَّبه ابنُ خِراشٍ، قال الذهبي: ومن مصائبه أنَّه أتى بحديث متنه " رأيتُ حولَ العرش وردةً مكتوب فيها: محمَّدٌ رسولُ الله أبو بكر الصديق ".
وقال في ترجمة سعيد بن جَمْهَان: وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: لا يحتج به (¬3)، هو راوي " الخلافة بعدي ثلاثون سنة" حسنه الترمذي، وهذا
¬__________
(¬1) هذه الترجمة موضعها في " الميزان " 4/ 199 بعد ترجمة إسحاق بن محمد البيروتي، ولكنها سقطت من المطبوع فتستدرك من " لسان الميزان " 1/ 374.
(¬2) " الميزان " 2/ 117.
(¬3) " الميزان ": 2/ 131، وتمام كلامه فيه: روى عن حشرج بن نباتة، وعبد الوارث، قال أبو داود: ثقة، وقوم يضعفونه، وقال ابن عدي: أرجو أنَّه لا بأس به.
قلت: وحديثه أخرجه أبو داود (4646) و (4647)، والترمذي (2226)، والطحاوي في " مشكل الآثار " 4/ 313، وأحمد في " المسند " 5/ 220 - 221، وفي " فضائل الصحابة " (789) و (790) و (1027)، وابن أبي عاصم 2/ 562، والطبراني في " الكبير " (13) و (136) و (6442)، والطيالسي (1107)، والبيهقي في " دلائل النبوة " 6/ 341 من طرقٍ عن سعيد بن جمهان، عن سفينة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" الخلافة في أمتي ثلاثون سنة، ثم تكون بعد ذلك ملكاً " وزاد غير واحد من مخرجيه: قال سفينة: أمسك عليك أبا بكر سنتين، وعمر عشراً، وعثمان اثنتي عشرة، وعلياً ستاً.
وسعيد بن جمهان وثقه ابن معين، وأحمد، وأبو داود، وابن حبان، وقال النسائي: لا بأس به، وقال البخاري: في حديثه عجائب، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقيل للإمام أحمد: إن يحيى بن سعيد لم يرضه، فقال: باطل وغضب، وقال: ما قال هذا أحد غير علي بن المديني، ما سمعت يحيى يتكلم فيه بشيء وقال الساجي: لا يتابع على حديثه، فمثله يكون حسن الحديث، وقد حسن الترمذي حديثه هذا، وصححه ابن حبان (1534) و (1535)، والحاكم 3/ 71 و145، ووافقه الذهبي، وقال ابن أبي عاصم: حديثه ثابت من جهة النقل، وللحديث شاهد من حديث أبي بكرة الثقفي عند البيهقي في " دلائل النبوة " 6/ 342، وفي سنده علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف، وآخر من حديث جابر عند الواحدي في تفسيره " الوسيط " 3/ 126/2، وفيه من لا يعرف، فهما على ضعفهما يتقوى بهما حديث سفينة ويصح.

الصفحة 385