كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 2)

والمؤيَّد، والمنصورُ، والقاضي زيد، والفقيهُ عبدُ الله بن زيد، أما الإمام يحيى بنُ حمزة، فروى ذلك في موضعين من " الانتصار ":
أحدُهما: في باب الأذان قال ما لفظه: وأما كفارُ التأويل، -وهم (¬1) المجبرة والمُشَبِّهة والروافض والخوارج-، فهؤلاء اختلف أهلُ القبلة في كفرهم، والمختارُ أنهم ليسوا بكفارٍ، لأن الأدلةَ بكفرهم تحتملُ احتمالاتٍ كثيرة، وعلى الجملة فمن حكم بإسلامهم أو بكفرهم قضى بصحة أذانِهم، وقبولِ شهادتهم. انتهى.
وعدم التكفير لهؤلاء كُلِّهم هو اختيارُ شيخ المعتزلة أبي الحسين، وشيخِ الأشعرية الفخر الرازي وأصحابهما، ذكره الشيخ مختار المعتزلي في كتابه " المجتبى "، وهو اختيارُ القدماء كما أشار إليه محمدُ بنُ منصور الكوفي (¬2) في كتابه " الجملة والألفة " (¬3).
وثانيهما: في كتاب الشهادات قال عليه السلامُ ما لفظه: ومَنْ كفر المجبرة والمشبهة، قَبِلَ أخبارَهم، وأجاز شهادتَهم على المسلمين وعلى بعضهم، وناكحوهم وقبروهم في مقابر المسلمين، وتوارثوا هم والمسلمون.
وأما المنصورُ بالله عليه السلام فلفظه في " المهذب ": نعم، ذلك
¬__________
(¬1) سقطت من (ب) وفي (أ) فهم.
(¬2) هو أبو جعفر محمد بن منصور بن يزيد المرادي الزيدي المفسر الفقيه المتوفى سنة (290) هـ، وقد تقدم التعريف به ص 53 من هذا الجزء، وانظر أيضاً " تاريخ التراث العربي " 3/ 333 - 334 لسزكين، و" فهرس مخطوطات المكتبة الغربية " بالجامع الكبير بصنعاء ص 54 و55 و57 و77 و78.
(¬3) في " تاريخ التراث ": " الألفة والجملة ".

الصفحة 403