كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 2)
الصحابة وأجل الأصحاب والتلامذة، فلم تَزِدْ مروياتُهُ على ثمانِ مئة حديث وثمانية وأربعين حديثاً (¬1).
وكذلك أضرابُه من السابقين الأولين ونبلاء الأنصار والمهاجرين.
هذا أبو ذر الغِفاري الذي ما أظلَّتِ الخضراءُ أصدقَ لهجةً منه (¬2) روى مئتي حديثٍ وثمانين حديثاًً.
وهذا سلمان الفارسي الذي قال فيه علي عليه السلام: " إنَّه أدرك العلمَ الأولَ والعلمَ الثاني " (¬3) روى ستين حديثاًً.
وهذا أبو عبيدة بن الجراح أمينُ الأمة (¬4) روى أربعة عشر حديثاً.
وأمثال هؤلاء السادة النجباء، والأعلام العلماء الذين نَصَّ المصطفى عليه السلام على أنَّ غيرَهم: " لو أنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبَاً ما بَلَغَ مُدَّ أحَدِهم ولا نَصِيفَهُ " (¬5).
ولقد روى أبو أسامة عن سفيان الثوري أحدِ أقطابِ الحديث التي تدور رحاه عليها أنَّه قال: ليس طلبُ الحديثِ مِن عِدَّةِ الموتِ، لكنه عِلْمٌ يتشاغلُ به الرجلُ (¬6).
¬__________
(¬1) عدة ما في " المسند " من الأحاديث التي رواها ابن مسعود (1099) حديثاًً بالمكرر.
(¬2) حديث قوي بشواهده. انظر تخريجه في " السير " 2/ 59 في ترجمة أبي ذر جندب ابن جنادة رضي الله عنه.
(¬3) ذكره الإمام الذهبي في " السير " 1/ 543 في ترجمة سلمان رضي الله عنه، وذكرت هناك أنَّه مخرج في " طبقات ابن سعد " 4/ 1/61، و" حلية الأولياء " 1/ 187.
(¬4) ثبث ذلك من وجوه عن أنس رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن لكل أمة أميناً، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح " وانظر تخريجه في " السير " 1/ 9 في ترجمة أبي عبيدة.
(¬5) صحيح، وهو مخرج في الجزء الأول الصفحة 180.
(¬6) أورده الإمام الذهبي في " السير " 7/ 255 في ترجمة سفيان، وقال بإثره: قلت: =