كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 2)

فَقَدْ بَاءَ بِهَا أحَدُهُما " (¬1)، وفي الحديث الصحيح: " المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ " (¬2)، وفي الحديث الصحيح: " لا يَتِمُّ إيمَانُ أحَدِكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ " (¬3).
ولقد يَحِقُّ على المرء المسلمِ أنْ يَزُمَّ لسانَه، ويعْلَمَ أنَّ الله سائلُه عن قوله، ومحاسِبٌ له عليه، ومقتصٌّ لِخصومه منه. فَرَحِمَ الله امرءاً قَصَّر مِن لسانه، واشتغل بشأنِه، وأقبل على تلاوة قرآنه، واستقلَّ مِن الجناية على إخوانِه.
¬__________
(¬1) أخرجه من حديث ابن عمر: مالك 2/ 984، والبخاري (6104)، ومسلم (60)، والترمذي (2639)، وأبو داود (4687).
وأخرجه من حديث أبي ذر البخاريُّ (6045).
وأخرجه من حديث أبي هريرة البخاريُّ (6103).
وقوله: " فقد باء بها أحدهما " أي: التزمه، ورجع به، قال الله عز وجل: {وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} أي: لزمهم ورجعوا به. قال البغوي في " شرح السنة " 13/ 132: وهذا فيمن كفر أخاه خالياً من التأويل، أما المتأول فخارج عنه.
(¬2) أخرجه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: البخاريُّ (10)، ومسلم (40)، وأبو داود (2481)، والنسائي 8/ 105.
وأخرجه من حديث أبي موسى الأشعري: البخاريُّ (11)، ومسلم (42)، والترمذي (2506)، والنسائي 8/ 106 - 107.
وأخرجه من حديث جابر مسلمٌ (41).
وأخرجه من حديث أبي هريرة: النسائي 8/ 104 - 105، والترمذي (2629)، وقال: حسن صحيح، وصححه ابن حِبَّان (180)، والحاكم 1/ 10، ووافقه الذهبي.
(¬3) أخرجه من حديث أنس بن مالك بلفظ " لا يؤمن أحدكم .. ": أحمد 3/ 176، 206، 251، 272، 289، والبخاري (13)، ومسلم (45)، والنسائي 8/ 115، 125، والدارمي 2/ 307، وابن ماجة (66)، وابن حبان (234).
وأخرجه ابن حبان (235) من طريق ابن أبي عدي، عن حسين المعلم، عن قتادة، عن أنس بلفظ: " لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يحب للناس ما يحبُّ لنفسه من الخير "، وهو في البخاري (13)، ومسلم (45) (72)، وأحمد 3/ 206 من طريق حسين المعلم به، إلاَّ أنّه عندهم بلفظ " لا يؤمن "، ولفظ المصنف " لا يتم " لم أقف عليه، وهو بمعنى رواية ابن حبان.

الصفحة 439