كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 2)

مني، ولم يُظهر الشيخُ حملَهم على ذلك تقيةً من ابنِ العلقمي (¬1) والله أعلم.
ويلحق بذلك فائدة: تَعَلَّقٌ بتمام الذبِّ عن أبي هُريرة رضي الله عنه، وذلك أن بعضُ مَنْ يَتَّهِمُه في الحديث احتج على تهمته بما روي في الصحاح (¬2) عنه أنَّه كان يُفتي بفطرِ من أصبح جنباً في رمضان قبل أن يغتسِل، ويروي ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولما بلغه عن عائشة وأم سلمة خلافُ ذلك قال: إنَّه لم يسمعه مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وإنما أخبره بذلك الفضلُ بنُ عباس
¬__________
(¬1) هو محمد بن محمد بن علي أبو طالب مؤيّد الدين الأسدي البغدادي، المعروف بابن العلقمي، وزير المستعصم العباسي، وصاحب الجريمة النكراء في ممالأة هولاكو على غزو بغداد في رواية أكثر المؤرخين. مات غماً في قلة بعد ثلاثة أشهر من كائنة بغداد.
مترجم في " سير أعلام النبلاء " 23/ 361 رقم الترجمة (261).
(¬2) أخرجه من قوله: وفتواه - مالك في " الموطأ " 1/ 290 - 291، والبخاري (1925) و (1926)، ومسلم (1109)، وفيه قصة في رجوعه عن ذلك لما بلغه حديث أم سلمة، وعائشة، وأنه لم يسمع ذلك من النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأخرجه أحمد 2/ 314 من طريق معمر، عن همام عن أبي هريرة مرفوعاًً بلفظ " إذا نودي للصلاة صلاة الصبح، وأحدكم جنب فلا يصم يومئذ " وإسناده صحيح، وأخرجه عبد الرزاق (7396) من طريق معمر، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من أدركه الصبح جنباً فلا صوم له " إسناده صحيح، وأخرجه عبد الرزاق (7399) وعنه أحمد (7826) من طريق ابن جريج، أخبرني عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، عن عبد الله بن عمرو بن عبد القاري أنَّه سمع أبا هريرة يقول: ورب هذا البيت ما أنا قلت: " ومن أدركه الصبح جنباً فليفطر " ولكن محمداً - صلى الله عليه وسلم - قاله، وهو في "المسند" (7382) و (7826) والنسائي في " الكبرى " ورقه 43/ 2، وابن ماجة (1702) من طريق سفيان الثوري، عن عمرو ابن دينار، عن يحيى بن جعدة، عن عبد الله بن عمرو القاري به، وصححه البوصيري في " الزوائد " ورقة 128، وأخرج النسائي في " الكبرى " ورقة 14/ 1 من طريق عكرمة بن خالد، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، قال: بلغ مروان أن أبا هريرة يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنَّه " من أدركه الصبح وهو جنب فلا يصومن يومئذ " وإسناده صحيح، وللنسائي ورقة 43/ 2 من طريق يحيى بن عمير، قال: سمعت المقبري يقول: " كان أبو هريرة يفتي الناس أنَّه من أصبح جنباً، فلا يصم ذلك اليوم، فبعثت إليه عائشة: لا تحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثل هذا.

الصفحة 62