كتاب ترتيب المدارك وتقريب المسالك (اسم الجزء: 2)

وناظر أبو جعفر المنصور مالكاً في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فرفع أبو جعفر صوته، فقال له مالك يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد إن الله تعالى أدب قوماً فقال: لا ترفعوا أصواتكم في هذا المسجد إن الله تعالى أدب قوماً فقال: لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم....
الآية ومدح قوماً فقال إن الذين يغضون أصواتهم....
الآية.
وذم قوماً فقال: إن الذين يناودنك....
الآية وإن حرمته ميتاً كحرمته حياً.
فاستكان أبو جعفر وقال له أبو جعفر أدعو مستقبلاً القبلة أم مستقبلاً رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الله تعالى يوم القيامة بل استقبله واستشفع به إلى ربك يشفعك قال الله تعالى: ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم جاؤوك....
الآية.
قال أسامة بن زيد: لما قد أبو جعفر دخلنا مسلمين عليه وأخذنا مجالسنا فبينما نحن كذلك إذ دخل مالك فقال له أبو جعفر إلى ها هنا يا أبا عبد الله.
ولو تركتم قول علي وابن عباس، وأخذتم بقول ابن عمر، قال لأنه آخر من مات من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال المنصور والله يا أبا عبد الله ما بقي على الأرض أعلم مني ومنك.
خذ بقول ابن عمر ودعني مما سواه.

الصفحة 101