كتاب ترتيب المدارك وتقريب المسالك (اسم الجزء: 2)

قال معن دخل إبراهيم بن يحيى العباسي أمير المدينة يوماً على مالك ومالك حدث عهد بعلة فثبت مالك في مجلسه لم يقم له ولم يوسع، فجلس إبراهيم على أقل فراش مالك، ومالك لا يتزحزح فحادثة ساعة ثم قال له: ما تقول يا أبا عبد الله في محرم قتل قملة؟ قال لا يقتلها.
قال فإنه قتلها فما فديتها؟ قال مالك لا يفعل.
قال فعل.
قال لا يفعل.
قال أقول لك قد فعل فتقول لي لا يفعل.
قال نعم.
فقام إبراهيم مغضباً وسكت مالك ساعة ثم قال: إما يريدون أن يعبثوا بالدين، إنما الفدية على من قتلها غير غير عامد لقتلها.
وهذا يريد أن لا يبقى في عسكره قملة على أحد من حشمه.
قال معن وسأله إبراهيم هذا مالكاً لأن يكتب له كتاباً فكتب له، ثم دخل عليه مالك يوماً فقال له إبراهيم أحب أن تكتب لي كتاباً مكان ذلك الكتاب فقد ضاع.
فقال مالك لم يضع أصلحك الله قال بلى، وحقك لقد ضاع، فعجل لي تاباً مثله.
قال ما أنا يفاعل.

الصفحة 103