قال له لم؟ قال لأنه لا يضيع كتاب مثلك.
مر به يطلب تجده إن شاء الله.
ثم عاد إليه بعد فقال علمت يا أبا عبد الله أنا طلبنا الكتاب فوجدناه.
فقال الحمد لله أصبت حين طلبته.
قال عتيق بن يعقوب خرجنا مع مالك إلى المصلى يوم عيد ومالك يمشي، وخرج عبد الملك بن صالح أمير المدينة في سلاح وتعبيه ورايات وأعلام فنظر إليهم مالك فقال إنا لله وإنا إليه راجعون ما هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون.
فبلغ ذلك عبد الملك فأتاه في المصلى.
فقال يا أبا عبد الله ما الذي أنكرت؟ قال ما رأيت معك.
إنما أتى الناس الصلاة خاشعين يرجون المغفرة ولقد أخبرني يحيى بن سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح مكة في عشرة آلاف أو اثني عشر الآفاً وكان راكباً وحط راحلته وتحته قطيفة قيمتها أربعة دراهم منكس الرأس وهو يقول الملك لله الواحد القهار.
وكان يأتي المصلى للعيدين والاستسقاء متوكئاً على عصا أو قوس منكساً رأسه خاشعاً.
قال عتيق بن يعقوب دخل مالك يوماً على عبد الملك بن صالح وقد غضب على بعض أهل المدينة حتى بلغ ذلك منه.
فقال له مالك قال كعب لعمر في التوارة مكتوب ويل لسلطان الأرض من سلطان السماء.
فقال عمر: لا من حاسب نفسه.
فقال كعب ما بينهما حرف إلا من حاسب نفسه.