كتاب أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض (اسم الجزء: 2)
هل كان إلا حيا تحيا العبادُ به ... هل كان إلا قذى في عين ذي عَوَرِ
إن قال قولا تَرَ الأبصارَ خاشعةً ... لِمَا يُخبِّر من وَحيٍ ومن أثَر
يا لَهف نفسيَ لو قد كنتُ حاضرَه ... غداةَ جُرِّعه أدهى مِنَ الصَّبر
لَما تركتُ له شِلوا بِمَضيعةٍ ... ولا تولّى صريعَ الناب والظُّفُر
وكان ما كان مما لست أذكره ... فظُنّ خيراً ولا تسأل عن الخَبر
وإن سأل سائل عن الخبر الذي ألمعنا بذكره، وضمنا هذا البيت ذروا من فظيع أمره؛ فذلك عند ما نسب صاحب الأمر إليه ما راب، وتله) وابنيه (للجبين معفرين بالتراب؛ وصدمه في جنح السيوف، وتعاورته الحتوف؛ وأذهبه سليباً قتيلا، مصيرا مصراع منزله كثيباً مهيلا، وتعاورته الحتوف؛ وأذهبه سليباً قتيلا، مصيرا مصراع منزله كثيباً مهيلا، وكنا على بُعد من هذه الآزفة التي أورثت القلوب شجناً طويلا؛ وذكرتنا بعناية مولانا) الجد (الغني بالله بجانبه أعظم ذكرى، فأغرينا برثائه خلدا وفكرا؛ وارتجلنا عند ذكره الآن هذه الأبيات إشارة مقنعة، وكانية في السلوان مطمعه؛ وأرضينا بالشفقة أو داءه، وأرغمنا بتأبينه أعداءه. ولما تبلج الصبح لذي عينين، وتلقينا راية الفرج بالراحتين؛ عطفتنا على أبنائه عواطف الشفقه، وأطلقنا لهم ما عاثت الأيدي عليه صلةً لرحم طالما أضاعها من جهل الأذمة، وأخفر عهود تخدمه لمن سلف من الأئمة؛ وصرفنا للبحث والتفتيش وجوه آمالنا، وجعلنا ضم ما نثرته الحوادث