كتاب المعلم بفوائد مسلم (اسم الجزء: 2)

قَالَ لَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: وَيْلَكَ ارْكَبْهَا. قَالَ: هِيَ بَدَنَةٌ يَا رَسُول الله. قَالَ: وَيْلَكَ ارْكَبْهَا" (ص 960).
قال الشيخ: هذا يتعلق بإطلاقه من يُجيز ركوب البدنة (¬128) من غير حاجة ويتعلق أيضًا بقوله تعالى: {لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} (¬129). ولا تركَبُ عند مالك إلا للضرورة لقوله بعد هذا من طريق جابر: "اركبها بالمعروف إذا أُلْجِئْتَ إليها حتّى تجد ظهرا" (ص 961).
وهذا الحديث مقيد يقضي على الحديث المطلق مع أنه شيءٌ أُخْرِجَ (¬130) لله تعالى فلا يرجع فيه ولو استبيحت المنافع من غير ضرورة لجاز استيجارها ولا خلاف في منع ذلك.
516 - قوله: "كَيْفَ أصْنَعُ بِمَا أُبْدِعَ عَليَّ مِنْهَا؟ فَقَالَ: اذْبَحْهَا ثُمَّ اصْبُغْ نَعْلَيْهَا فِي دَمِهَا وَلاَ تَأكُلْ مِنْهَا أنْتَ وَلاَ أحَدٌ مِنْ أهْلِ رِفْقَتِكَ" (ص 962).
قال الشيخ: أمره أن يَصْبَغَ قلائدها ليُشعِر من يراها أنها هَدْيٌ فيستبيحها عَلَى الوجه الذي ينبغي، وقال بعض (¬131) العلماء: إنَّمَا نَهَاهُ أن يأكل منها هو وأهل رفقته حماية للذريعة أنْ يُتَسَهَّل (¬132) في نَحْرِها قبل أوانه.
و"أُبدع" بمعنى كَلَّ وحسر، وأُبْدع الرجل: كلّت ركابه أوْ عَطِبَتْ، قاله صاحب الأفعال.
¬__________
(¬128) في (ب) "البدن" وكذلك في (ج) و (د).
(¬129) (33) الحجّ.
(¬130) في (ب) و (د) "خرج".
(¬131) "بعض" خرم في (أ).
(¬132) في (ب) "أن يتساهل".

الصفحة 105