كتاب المعلم بفوائد مسلم (اسم الجزء: 2)

قوله: "لأسْتَحْفِيَنَّ (¬133) عَنْ ذَلِكَ" (ص 962).
معناه لأُكْثِرَنَّ المسأله عنه. يقال: أحفى في السؤال وفي العناية، أي استبلغ فِيهِمَا.
517 - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ يَنْفِرَنَّ أحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ آخِرَ عَهْدِهِ بِالْبَيْتِ" (ص 963).
قال الشيخ: في هذا (¬134) إثبات طواف الوداع. وعندنا أنه مستحب ولا دم في تركه، وعند الشافعي أن على تاركه الدَّم، وعند أبي حنيفة أنه واجب. يحتج أبو حنيفة بما في هذا الحديث. ولنا عليه قوله في حديث صفية لما أخبر عليه السلام أنَّهَا حَاضَتْ فَقَالَ: "أحَابِسَتُنَا هِيَ؟ ثُمَّ أُخْبِرَ أنَّهَا أفَاضَتْ. فَقَالَ: فَلاَ إذًا" (ص 964).
فَلَوْ كَانَ طواف الوداع واجبًا لاحتبس من أجله كما يُحتبس من طواف الإِفاضة.
518 - قول ابن عباسٍ: "إمَّا لاَ فَسَلْ فُلاَنَةَ" (ص 963).
قال ابن الأنباري: قولهم: افعل هذا إمَّا لاَ، معناه افعل كذا وكذا إن كنت لا تفعل غيره، فدخلت (ما) صلة لـ (إن) كما قال الله تعالى: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا} (¬135) فاكتفى بـ (لا) من الفعل كما تقول العرب: من يسلم عليكم فسلم عليه وإلا فلا.
قال: وفي حديث صفية: "إن عائشة قالت: إنّها زارت يوم النحر" (ص 965)
¬__________
(¬133) في (ج) "لا يستخفين" بالياء والخاء هو تحريف.
(¬134) "هذا" مخرومة في (أ).
(¬135) (26) مريم.

الصفحة 106