كتاب المعلم بفوائد مسلم (اسم الجزء: 2)

- صلى الله عليه وسلم -، أو رأى عليه السلام إسقاط الزكاة عنه عامين لوجه رآه. وقيل في الرواية المتقدمة التي قال فيها: "هي له" أنها بمعنى (عليه) قَالَ الله تَعَالى: {وَلَهُمُ (¬10) اللَّعْنَةُ}، أي عليهم. وقال تعالى: {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} (¬11) أي فعليها.
وأما قوله "احتبس أعتاده" فإن الهروي وغيره قال: العتاد هو ما أعده الرجل من السلاح والدواب والآلة للحرب ويجمع أيضاً أعتدة (¬12).
وأما قوله في رواية أخرى: "احتبس أدراعه وعقاره" فإن الهروي قال في الحديث الذي فيه "فردّ النبيء - صلى الله عليه وسلم - ذَراوِيَهم وعقار بيوتهم". قال الأزهري: أراد متاع بيوتهم والأدوات والأواني (قال الحربي: أراد أراضيهم) (¬13). وقال ابن الأعرابي: عقار البيت ونَضَدُهُ: متاعه الذي لا يبتذل إلا في الأعياد، وبيت حسن العقار، أي حسن المتاع، وعقار كل شيء خياره، والعقر والعقار: الأصل، ولفلان عقار، أي أصل، ومنه الحديث: "من باع داراً أو عقاراً". والعقار: الأرضون.
وأما قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فإنّ عَمَّ الرجل صَنوُ أبيه" أراد أن أصله وأصل أبيه واحد. وقال ابن الأعرابي: الصنو: المثل، أراد مثل أبيه. وقيل في قول الله تعالى: {صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ} (¬14): إن معنى الصنوان أن
¬__________
(¬10) (52) غافر. وما أثبتناه في قوله تعالى: {وَلَهُمُ} هو ما في (د) وفي بقية النسخ (فلهم) بالفاء وهو مخالف للتلاوة.
(¬11) (7) الإِسراء.
(¬12) جاء بهامش (أ) إشارة قبل "أعتدة" إلى أن اعتدًا من جموع العتاد فيجمع على أعتد وأعتدة.
(¬13) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(¬14) (4) الرَّعد.

الصفحة 11