كتاب المعلم بفوائد مسلم (اسم الجزء: 2)

هشام ها هنا وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اشْتَرِيهَا وأعْتِقِيهَا واشْتَرِطِي (¬20) لَهُمُ الوَلاَء"، فيقال: كَيْفَ أمَرَها - صلى الله عليه وسلم - بهذا وفيه عقد بيع على شرط لا يجوز وتغرير بالبائعين إذْ شرطت لهم ما لا يصح وَخَدعتهم فيه وَلَمَّا صعب الانفصال عن هذا على بعض النَّاس أنكر هذا الحديث (¬21) أصلاً. يُحْكَى ذلك عن يحيى بن أكثم، وقد وقع في كثير من الروايات سقوط هذه اللفظة، وهذا (¬22) مما يشجع يَحْيى على إنكارها.
وأما المحصلون من أهل العلم فتطلبوا لذك تأويلا واختلفوا فيه فقال بعضهم: "لَهُمْ" هَا هُنَا بمعنى عليهم (فيكون معناه: اشترطي عليهم الولاء. وعبر عن عَليهم بلفظ "لهم" كما قال تعالى: {أُولَئِكَ لَهُمُ} (¬23) بمعنى عليهم (¬24) {وَإنْ أَسَأتُمْ فَلَهَا} (¬25) أيْ فَعَلَيْهَا (ويكون قيام النبيء - صلى الله عليه وسلم - وَوَعْظُهُ لِمَا سلف لَهُم من شرط الولاء لأنفُسِهِمْ قبل ذلك) (¬26). وقال آخرون: معنى "اشترطي" ها هنا أظهري لهم (¬27) حكم الولاء. قال أوس بن حجر: يذكر رجلاً تدلى من رأس جبل بحبل إلى نبعة ليقطع فيتخذ منها قوساه: [الطويل]
فَأشْرَطَ فِيهَا نَفْسَهُ وَهْوَ مُعْصِمْ ... وَألْقَى بِأسْبَاب لَهُ وتوكّلا
¬__________
(¬20) في (ج) "واشترط".
(¬21) في (ب) "على بعضٍ أنكر هذا الحديث".
(¬22) في (ج) عوض "هذا" كلمة غير واضحة.
(¬23) (25) الرعد.
(¬24) "بمعنى عليهم" ساقط من (أ).
(¬25) (7) الإسراء.
(¬26) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(¬27) "لهم" ساقط من (أ).

الصفحة 225