كتاب المعلم بفوائد مسلم (اسم الجزء: 2)

ذكر أنه يوم حنين لم يُعطِ الأنصار وأعطى عليه السّلام غيرهم. وهذا حجة لأحد القولين أن الغنيمة لا يملكها القائمون حتى يملكهم إياها الإِمام.
وهذا أصل مختلف فيه عندنا، وينبني عليه الخلاف فيمن سرق من الغنيمة أو زَنَى بأمة منها قبل أن تقسم.
406 - ذكر في الحديث أن القائل قال: "إنَّ هَذِهِ قِسْمةٌ مَا عُدِلَ فِيهَا وَلاَ أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ الله" (ص 739).
قال الشيخ -وفقه الله-: مَنْ سبَّ النبيء - صلى الله عليه وسلم - قُتل؛ ولم يذكر في هذا الحديث أن رسول الله انتقم من هذا القائل. ويحتمل أن يكون لم يفهم عنه الطعن في النبوة وإنما نسبه إلى أنه لم يعدل في القسمة. والمعاصي على قسمين: فأما الكبائر فهو -عليه السلام- معصومٌ منها إجماعاً، وأما الصغائر فإن المجيزين لوقوعها من الرسل يمنعون أن تضاف إليه - صلى الله عليه وسلم - على جهة الانتقاص. ولعله -عليه السلام- لم يعاقب هذا القائل لأنه لم يثبت ذلك عليه وإنما ينقله عنه واحد وشهادة الواحد لا يراق بها الدم على هذا الوجه.
407 - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الأنْصَارُ شِعَارٌ وَالنَّاسُ دِثَارٌ" (ص 738).
الشعار: الثوب الذي يلي الجسد، والدثار: الثوب الذي يلي الشعار فمعناه: الأنصار هم الخاصة والبطانة.
408 - وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لَوْ سَلَكَتِ الأنْصَارُ شِعْبًا" (ص 735).
الشعب: هو الطريق في الجبل.
409 - قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي قال له: اعدل: "خِبْتُّ وَخَسِرْتُ إنْ لَمْ أعدل" (ص 740).
رُوِي بضم التاء فيهما وبفتحهما. فأما الضم فظاهر المعنى، وأما الفتح

الصفحة 34