كتاب المعلم بفوائد مسلم (اسم الجزء: 2)

إلى اختلاف الصوم عند أهلها مع كون الصائمين منهم لا يعوّلون غالبا على طريق مقطوع به ولا يلزم قوماً ما ثبت عند قوم.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الشهر تسع وعشرون" ثم قال عليه السلام: "فَإنْ غُمَّ عَليكم فاقْدُرُوا (¬3) ثلاثين". معناه أن الشهر مقطوع بأنه لا بد أن يكون تسعاً وعشرين فإن ظهر الهلال وإلا فيطلب أعلى العدد الذي هو ثلاثون وهو نهاية عدده.
قول النبيء - صلى الله عليه وسلم -: "فإن غُمَّ عليكم"، أي إن حَال بينكم وبين رؤيته غَيْم. ويقال: صُمْنَا لِلْغَمَّاءِ والغُمَّى، أي عن غير رؤية. ويروى: "فإن أغْمِي عليكم" يقال: غُمَّ علينا الهلال وغُمِّيَ، وأُغْمِي فهوِ مُغْمًى، وقد غَامَتِ السّماء تَغِيم غيمومة فهي غَائِمَة وَغَيْمة، واَغَامَتِ وَغيَّمَتْ وَتَغَيَّمَتْ وأغْمت وغُمِّيت وَغِينَتْ.
423 - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّا أُمَّةٌ أُمُيّةٌ" (ص 761).
الأُمية هي التي على أصل ولادات (¬4) أمهاتها لم تتعلم الكتاب فهي على ما ولدت عليه، ومنه {النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ} (4م) - صلى الله عليه وسلم - نسب إلى ما ولدته عليه أمّه معجزةً له - صلى الله عليه وسلم -.
424 - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ" (ص 762).
قال الشيخ: إذا ثبت الهلال عند الخليفة لزم سائر الأمصار الرجوع إلى ما عنده (وإن كان ذلك عند أهل مدينة) (¬5) فهل يلزم غيرهم ما ثبت عنهم؟
¬__________
(¬3) في (ب) "فاقدروا له".
(¬4) في (ج) و (د) "وِلادة".
(4م) 175 الأعراف.
(¬5) ما بين القوسين ساقط من (ب).

الصفحة 44