كتاب المعلم بفوائد مسلم (اسم الجزء: 2)

خبره حتى وقع له العلم بذلك، ومع ذلك أيضاً فإنه - صلى الله عليه وسلم - قد يكون كان من شرعه تعظيم الأيام التي تظهر فيها الرسل ويُدِيلُ الله لهم على الكفرة، واستحسان الصوم فيها.
438 - قوله: "يُلْبِسُونَ نِسَاءَهُمْ فِيهِ حُلِيَّهُمْ وَشَارَتَهُمْ" (ص 796).
الشارة: الهيئة واللباس، يقال: ما أحسن شِوَارَ الرجل وشارَتَهُ: أي لباسه وهيئته.
439 - قال الشيخ: خرّج مسلم في هذا الباب: "حدثنا ابن أبي شَيْبَة وابْنُ نُمَيْر قَالا نا أبو أسامة" (ص 796).
قال بعضهم: في نسخة ابن الحذاء: "نا بن أبي شيبة وابن أبي عمر قالا نا أبو أسامة" جعل ابن أبي عمر مكان ابن نمير. وهذا وهم والأوّلُ (¬38) هُو الصواب، وهي رواية الجُلُودِي وَغَيْرِهِ.
440 - قول ابن عباس رضي الله عنه: "إذَا رَأيْتَ هِلاَل المُحَرَّمِ فَاعْدُدْ وَأصْبِحْ يوم التَّاسِعِ صَائِمًا" وَقَال: "هَكَذَا كَانَ مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - يَصُومُه" (ص 797).
قال الشيخ: عندنا أنَّ يَوْمَ عاشوراء هو اليوم العاشر (¬39) من المحرم. وعند المخالف أنه التاسع، فمن قال: إنه العاشر تعلق بأن مقتضى هذا اللفظ كونه يوم العاشر (¬40) وهو مأخوذ من العشر. ومن قال: إنه التاسع تعلق بهذا الحديث، وبما ورد عن العرب في تسميتها اليوم الثالث مِنْ أيَّام الوِرْد رِبْعًا، وكذلك على هذا الحساب يحسبون أيَّامَ الأظْمَاء والأوْرَادِ فيكون التاسع عشرًا على هذا.
¬__________
(¬38) في (ج) "الأول" بدون واو.
(¬39) في (ج) "هذا اليوم العاشر".
(¬40) في (ج) "كونه يوم عاشوراء".

الصفحة 57