كتاب المعلم بفوائد مسلم (اسم الجزء: 2)

478 - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لَوْ أنِّي اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا سُقْتُ الهَدْيَ مَعِي حَتَّى أشْتَرِيَهُ ثُمَّ أَحِلُّ" (ص 879).
قال الشيخ -وفقه الله-: يتعلق به من يقول: إن التمتع أفْضَلُ إذ لا يتمنى -عليه السلام- إلا ما هو أفضل. ويحتمل أن يريد بهذا الفسخ الذي هو خاص لأصحابه لأجل مخالفتهم للجاهلية ولم يرد بذلك المتعة التي يذهب إليها المخالف.
479 - قول جابر: "أهْلَلْنَا أصْحَابَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - خالِصًا بالحَجِّ وَحْدَهُ ... " الحديث، وَذَكرَ فِيهِ: "أنَّهُ أمَرَهُمْ أنْ يَحِلُّوا". وفي آخره: "قال سُرَاقَةُ بْنُ مَالِك بن جُعْشُمْ: ألِعَامِنَا أمْ للأَبِد؟ فَقَالَ بَلْ للأبِد" (ص 883).
قال الشيخ -وفقه الله-: (جمهور) (¬43) الفقهاء على أنَّ فسخ الحج في عمرة إنَّما كان خاصًا (¬44) بالصحابة وأنه -عليه السلام- إنما أمَرَهُمْ بذلك ليخالفوا ما كانت الجاهلية عليه من أنها لا تستبيح العمرة في أشهر الحج وتقول: إذَا بَرأ الدبر، وعفا الأثر، وانسلخ صفر، حلت العمرة لمن اعتمر.
قال بعض أصحاب الظاهر: ب ل ذلك جائز إلى الآن. واحتجوا بقوله -عليه السلام- لسراقة: "بَلْ للأبد".
ويحتمل عندنا أن يريد بقوله: "بل (¬45) للأبد" الاعتمار في أشهر الحج لا فسخ الحج في العمرة. واحتجوا أيضاً بما في بعض طرق
¬__________
(¬43) "جمهور" ممحوة في (أ)، وكذلك فيما يأتي.
(¬44) في (ج) "خالصا".
(¬45) "بل" ساقطة في غير (أ).

الصفحة 83