كتاب المعلم بفوائد مسلم (اسم الجزء: 2)

القُرى. وفي حديث أبي هريرة -رحمه الله-: "لَيُخرِجَنَّكُمُ الرُّومُ مِنْهَا كَفْرًا كَفْرًا" أي قرية قرية. وفي حديث عمر (¬62) -رضي الله عنه-: "أهل الكُفُور: هم أهل القبور" يعني القرى النائية عن الأمصار ومجتمع أهل العلم.
قال أبو عبيد: وسميت بيُوت مكة عرشا لأنها عيدان تنصب وتظلل. ويقال لها: عُرُوشٌ وعُرُش، فمن قال: عُرُوش فواحدها عَرْشٌ، ومن قال: عُرُش فواحدها عريش مثل قَليب وقُلُب. وفي حديث ابن عمر: "إذا نظر إلى عُرُوش مكة قطع التلبية". والعُرْش في غير هذا: عِرْق في أصل العنق، ومنه قول أبي جهل لابن مسعود يوم بدر: خذ سيفي فاحْتَزَّ بِهِ رَأسِي من عُرْشِي.
489 - قولها (¬63) في البدنة: "فَأشْعَرَهَا فِي صفحة سَنَامِها الأيمن" (ص 912).
الإِشعار: الإِعلام. وإشعار الهدي هو أن تجعل (¬64) على البدنة علامة يعلم بها أنها من الهدي، والعرب تقول: بيننا شعار، أي علامة، وما شعرت بكذا، أي ما علمت به، وشعائر الحج علاماته وآثاره، ومشاعره معالمه، وسمي المشعر الحرام مشعرًا لأنه من علامات الحج.
وصفحة السنام: ناحيته.
قال الشيخ: ذهب بعض الناس إلى أن الإِشعار يكون في الجانب الأيمن
¬__________
(¬62) في (ب) و (ج) "وفي حديث معاوية".
(¬63) في (أ) و (ب) و (ج) و (د) "قولها" مع أن الحديث من مرويات ابن عباس رضي الله عنهما. فالصواب "قوله".
(¬64) في (أ) "تجعل" منقوطة من أعلى ومن أسفل، أي بالتاء والياء".

الصفحة 88