كتاب المعلم بفوائد مسلم (اسم الجزء: 2)

أخذًا بهذا الحديث. والمشهور من مذهب مالك أن الإِشعار في الجانب الأيسر.
قول الرجل لابن عباس: "ما هذه الفتيا الّتي قد تشعبت (¬65) بالناس أن من طاف (بالبيت فقد حل) (¬66) فقال: سنة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - وإن رغمتم" (¬67) (ص 912).
قال الشيخ: قال بعض (شيوخنا: لعله يريد) (¬68) فيمن فاته الحج أنه يحل بالطواف والسعي. وهذا التأويل فيه بعد، لأنه قد قال بعد ذلك: وكان ابن عباس يقول: لا يطوف بالبيت حاج ولا غير حاج إلا حلّ. فقيل له: من أين تقول ذلك؟ فقال من قوله سبحانه: {ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ} (¬69). قال: وكان يأخذ ذلك من أمر النبيء - صلى الله عليه وسلم - حين أمرهم أن يَحِلُّوا في حجة الوداع.
490 - وقوله في حديث أسماء بنت عميس وعائشة: "أنّهم لمَّا مَسَحُوا الرُّكْنَ حَلُّوا" (ص 906).
قال الشيخ: "مسحوا" بمعنى طافوا لأن الطائف يمسح الركن فعبر عن الطواف ببعض ما يفعل فيه. ومنه قول ابن أبي ربيعة: [الطويل]
ولما قَضَيْنَا مِنْ مِنًى كُلَّ حَاجَةٍ ... وَمَسَّحَ بِالأرْكَانِ من هو (¬70) ماسح
¬__________
(¬65) في جميع النسخ "تشعبت" بالعين المهملة وهي رواية، والرواية المشهورة "تشغبت" بالغين المعجمة.
(¬66) تخرم في (أ).
(¬67) في (ب) و (ج) "وإن زعمتم".
(¬68) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(¬69) (33) الحج.
(¬70) في (ب) و (د) "منهُنَّ" وفي (أ) "منهن" لكنها صححت بالهامش من بعد.

الصفحة 89