كتاب المرأة العربية في جاهليتها وإسلامها (اسم الجزء: 2)

ولقد ورث عليه الصلاة والسلام فيما ورث عن أبيه جارية عَسْرى اللسان لا تكاد تبين: هي أُم أيمن. فكان صلى الله عليه وسلم يدعوها أُمه. وكان إذا نظر إليها قال هذه بقية أهل بيتي.
وكان من أشد ما يؤلم نفسه الكريمة، أن يسمعِ الرجل يعَّر الرجل بأمه. وآية ذلك ما حَدَّث المعرور بن سويد قال: رأيت أبا ذرّ الغِفَاري وعليه حُلة وعلى غلامه حُلة. فسألناه عن ذلك فقال: إني سأبيت رجلاً فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أعَيَّرته بأمه! إنك امرؤ فيك جلهلية. ثم قال إن خدمكم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم. فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يَغْلِبُهم فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم.

الصفحة 22