وقال الحافظ أبو عبد اللَّه بنُ الأخرم: استعانَ بي السرّاج في تخريجه على "صحيح مسلم"، فكنتُ أتحيَّر من كثرة حديثِه وحسن أصولهِ، وكان إذا وجدَ الخبرَ عاليًا يقول: لا بدَّ أن نكتبَه، فأقول: ليس من شرط صاحبنا، فيقول: فشفِّعني فيه (¬1).
وقال أبو عَمرو بنُ نُجيد: رأيتُ السرّاج يركب، وعبّاس المُسْتملي بينَ يديه يأمرُ بالمعروف ويَنْهى عن المنكر، يقول: يا عبّاس! غيِّر كذا، اكسِرْ كذا (¬2).
وقال السرّاج: مَنْ لم يقرَّ ويؤمنْ بأن اللَّهَ -تعالى- يعجبُ، ويضحكُ، وينزل كلَّ ليلةٍ إلى السَّماء الدُّنيا فيقول: "مَنْ يسألُني فأُعطِيَه" فهو زنديقٌ كافر، يُستتاب، فإنْ تابَ وإلّا ضُربت عُنقُه (¬3).
¬__________
(¬1) سير أعلام النبلاء: 14/ 394.
(¬2) المصدر السابق.
(¬3) الخبر في "سير أعلام النبلاء" 14/ 396 فأما قوله: "بأن الله -تعالى- يعجب ويضحك" ففي صحيح البخاري: 6/ 101 في الجهاد: باب الأسارى في السلاسل، من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل". وفي أيضًا: 8/ 482 - 484 من حديث أبي هريرة قال: "لقد عجب الله -عزَّ وجلَّ -أو ضحك من فلان وفلانة".
وأما قوله: "ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول: من يسألني فأعطيه" فقد أخرج مالك في "الموطأ" 1/ 214 في القرآن: باب ما جاء في الدعاء، والبخاري: 3/ 25 - 26 في التهجد: باب الدعاء والصلاة من آخر الليل، و 11/ 110، في الدعوات: باب الدعاء نصف الليل، و 13/ 389 في التوحيد: باب قول الله تعالى: (يريدون أن يبدلوا كلام الله)، ومسلم (758) في صلاة المسافرين: باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل، وأبو داود (1315) والترمذي (3498) كلهم من طريق ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وعن أبي عبد الله الأغر، عن =