كتاب طبقات علماء الحديث (اسم الجزء: 2)

وقال أبو علي الحافظ النَّيسابوريِ: سمعتُ أبا بكر بنَ أبي داود يقول: حدَّثت بأَصْبهان من حفظي بستَّةٍ وثلاثين ألف حديث، ألزموني الوهم منها في سبعة أحاديث، فلمّا انصرفتُ إلى العراق وجدتُ في كتابي خمسةً منها على ما كنتُ حدَّثتهم به (¬1).
وقال ابنُ شاهين: أَملى علينا أبو بكر سنين وما رأيتُ بيده كتابًا، وبعدَما عميَ كان ابنه أبو مَعْمر يقعُدُ تحتَه بدرجةٍ وبيده كتاب، فيقول له: حديث كذا، فيقول مِن حفظه حتى يأتي على المجلس. ولقد قام أبو تمّام الزَّينبي فقال: للَّه درُّك! ما رأيت مثلَكَ إلَّا أن يكون إبراهيم الحَرْبي، فقال أبو بكر: كلّ ما كان يحفظُ إبراهيم فأنا أحفظُه، وأنا أعرفُ الطِّب والنُّجوم، وما كان يعرف ذلك (¬2).
وقال أبو عبد الرحمن السُّلمي: سألتُ الدَّارقطني عن أبي بكر بن أبي داود، فقال: ثقةٌ، إلَّا أنَّه كثيرُ الخطأ في الكلام على الحديث (¬3).
وقال محمد بنُ عبيد الله بن الشِّخِّير: كان ابنُ أبي داود زاهدًا ناسكًا (¬4).
قلت: كان مولدُه سنةَ ثلاثين ومئتين، ومات في ذي الحجّة سنةَ ست عشرة وثلاث مئة، وصلَّى عليه أكثرُ من ثلاث مئة ألف إنسان، وصلّوا عليه ثمانين مرَّة. وخلَّف ثمانية أولاد: خمسَ بنات، وثلاثةَ بنين: عبد الأعلى، ومحمد، وأبو مَعْمر عبيد اللَّه.
¬__________
(¬1) تاريخ بغداد: 9/ 466.
(¬2) ميزان الاعتدال: 2/ 436.
(¬3) تاريخ بغداد: 9/ 468.
(¬4) المصدر السابق.

الصفحة 487