كتاب الثقات لابن حبان (اسم الجزء: 2)

أستخرل لَك عَن ذَلِك فَركب رَاحِلَته وانتهي إِلَى الْكُوفَة ثمَّ نزل عَن رَاحِلَته وأتى عليا مَاشِيا وَالنَّاس عِنْده وَلَا يعرفهُ أحد فَقَالَ من قتل عُثْمَان فَقَالَ عَليّ اللَّه قتل عُثْمَان وَأما مَعَه فَخرج أَبُو مُسلم وَلم يتَكَلَّم وَمضى حَتَّى انْتهى إِلَى رَاحِلَته فركبها وَلحق بِالشَّام فانتهي إِلَى مُعَاوِيَة وَهُوَ يثقل فَقيل لَهُ هَذَا أَبُو مُسلم قد جَاءَ فعانقه مُعَاوِيَة وَسَأَلَهُ عَن سَفَره وَخَافَ أَن يكون قد جَاءَ بِشَيْء مِمَّا يكره فَقَالَ أَبُو مُسلم وَالله لتقاتلن عليا أَو لنقاتلنه فَإِنَّهُ قد أقرّ بقتل أَمِير الْمُؤمنِينَ عُثْمَان فَقَامَ مُعَاوِيَة فَرحا وَصعد الْمِنْبَر وَاجْتمعَ إِلَيْهِ النَّاس وَحمد اللَّه وأثني عَلَيْهِ وَقَامَ أَبُو مُسلم خَطِيبًا وحرض النَّاس على قتال عَليّ فصح خُرُوج أهل الشَّام قاطبة على عَليّ وطلبهم إِيَّاه بِدَم عُثْمَان ثمَّ إِن حجر بْن الأدبر قدم على عَليّ فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ الْجَمَاعَة وَالْعدَد وَالْمَال مَعَ الْأَشْعَث بْن قيس بآذربيجان فَابْعَثْ إِلَيْهِ فليقدم فَكتب إِلَيْهِ عَليّ بِسم اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم من عَبْد اللَّه عَليّ أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَى الْأَشْعَث بْن قيس أما بعد فَإِذا أَتَاك كتابي هَذَا فأقدم وأحمل مَا غللت من المَال فَكتب إِلَيْهِ الْأَشْعَث بْن قيس أما بعد فقد جَاءَنِي كتابك بِأَن أقدم عَلَيْك وأحمل مَا غللت من مَال الله

الصفحة 285