كتاب الثقات لابن حبان (اسم الجزء: 2)

فَمَا أَنْت وَذَاكَ وَالسَّلَام ثمَّ قَالَ الْأَشْعَث وَالله لأدعنه بِحَال مضيعة ولأفسدن عَلَيْهِ الْكُوفَة ثمَّ ارتحل من أذربيجان وَهُوَ يُرِيد مُعَاوِيَة وَبلغ ذَلِك عليا وشق عَلَيْهِ خُرُوجه إِلَى مُعَاوِيَة فَقَالَ حجر بْن الأدبر يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ابعثني إِلَى الْأَشْعَث بن قيس فَأَنا أعرف بِهِ وأرفق وَإِن هُوَ خوشن لم يجب أحدا قَالَ لَهُ عَليّ سر إِلَيْهِ فَسَار حجر إِلَيْهِ فأدركه بشهرزور فَقَالَ لَهُ حجر يَا أَبَا مُحَمَّد أنْشدك اللَّه أَن تَأتي مُعَاوِيَة وَتَدَع بْن عَم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ الْأَشْعَث أوما سَمِعت كِتَابه إِلَيّ فَقَالَ حجر إِنَّك إِن أتيت مُعَاوِيَة أَقبلنَا جَمِيعًا إِلَى الشَّام وأنشدك اللَّه أَلا نظرت إِلَى أَيْتَام قَوْمك وأياماهم فانى لَا آمن أَن يفتضحوا غَدا قَالَ فَمَا تُرِيدُ يَا حجر قَالَ تنحدر معي إِلَى الْكُوفَة فَإنَّك شيخ الْعَرَب وسيدها والمطاع فِي قَوْمك وسيصير إِلَيْك الْأَمر فَلم يزل بِهِ حجر حَتَّى قَالَ ليصرفوا صُدُور الركائب إِلَى الْكُوفَة فَتقدم على عَليّ فسر عَليّ بمجيئه فَقَالَ مرْحَبًا وَأهلا بِأبي مُحَمَّد عَليّ عجلته فَقَالَ أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن هَذَا لَيْسَ بِيَوْم عتاب ثمَّ أَقَامَ مَعَ على بِالْكُوفَةِ وَحج بِالنَّاسِ عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس بِأَمْر عَليّ ولاه فَلَمَّا دخلت السّنة السَّابِعَة وَالثَّلَاثُونَ كتب مُعَاوِيَة إِلَى عَليّ بْن أَبى طَالب أما بعد فَإِن اللَّه اصطفي مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعِلْمِهِ وَجعله الْأمين على وحيه وَالرَّسُول إِلَى

الصفحة 286