كتاب الثقات لابن حبان (اسم الجزء: 2)

الظلال وَكَانَ رَسُول اله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَلما يخرج فِي غَزْوَة إِلَّا ورى بغَيْرهَا غير غَزْوَة تَبُوك هَذِه فَإِنَّهُ أَمر التآهب لبعد الشقة وَشدَّة الزَّمَان وحض رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهل الْغنى على النَّفَقَة والحملان فِي سَبِيل اللَّه ورغبهم فِي ذَلِك وَحمل رجال من أهل الْغنى واحتسبوا وَأنْفق عُثْمَان بن عَفَّان تفى ذَلِك نَفَقَة عَظِيمَة لم ينْفق أحد أعظم من نَفَقَة ثمَّ إِن رجَالًا من الْمُسلمين أَتَوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وهم البكاؤن وهم سَبْعَة نفر فاستحملوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانُوا أهل حَاجَة فَقَالَ لَا أجد مَا أحملكم عَلَيْهِ وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أَلا يَجدوا مَا يُنْفقُونَ وَجَاء المعذرون من الْأَعْرَاب ليؤذن لَهُم فاعتذروا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعذرهم وهم بَنو غفار وَقد كَانَ تنفر من الْمُسلمين أَبْطَأَ بهم النِّيَّة عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تخلفوا عَنهُ من غير شكّ وَلَا ارتياب مِنْهُم كَعْب بْن مَالك أَخُو بنى سَلمَة ومرارو بْن الرّبيع أَخُو بني عَمْرو بْن عَوْف وهلال بْن أُميَّة أَخُو بني وَاقِف وَأَبُو خَيْثَمَة أَخُو بني سَالم وَكَانُوا نفر صدق وَلَا يتهمون فِي إسْلَامهمْ فَخرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الْمَدِينَة وَضرب مُعَسْكَره على ثنية الْوَدَاع ضرب عَبْد اللَّه بْن أبي بْن سلول مُعَسْكَره أَسْفَل مِنْهُ وَخلف رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَليّ بن أبي طَالب على

الصفحة 92