عن ربيعة بن كعب. قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: (سلني أُعطكَ) . فقلتُ: يارسول الله أنظرني انظر في أمري. قال: (فانظر في أمرك) . قال: فنظرتُ: فقلتُ إن أمر الدنيا ينقطعُ، فلا أرى شيئاً خيراً من شئ آخذهُ لنفسي [لآخرتي] ، فدخلتُ على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: [ما حاجتك؟ فقلتُ] : يارسول الله اشفع لي إلى ربك [فليعتقني] من النار، فقال: (من أمرك بهذا؟) فقلتُ: لا والله يارسول الله ماأمرني به أحدٌ، ولكني نظرتُ في أمري. فرأيتُ أنَّ الدنيا [زائلةٌ من أهلها، فأحببت أن] آخذ لآخرتي. قال: (فأعني على نفسك بكثرة السجود) (¬1) .
¬_________
(¬1) من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي في المسند: 4/59، وما بين المعكوفات استكمال منه.
3032 - حدثنا [عبد الله] ، حدثنا أبي، [حدثنا يعقوب، حدثنا أبي] ، عن ابن إسحاق. قال: حدثني محمد بن عمرو بن عطاء، عن نُعيم بن مُجمر، عن ربيعة ابن كعب. قال: (كُنتُ أخدُمُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأقومُ لهُ في حوائجه نهارى أجمع، حتى يُصلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العشاء الآخرة، فأجلسُ ببابه [إذا دخل بيته، أقولُ لعلها أن تحدث لرسول الله]- صلى الله عليه وسلم - حاجة، فما أزالُ أسمعهُ يقولُ: سُبحان الله سُبحان الله سُبحان الله وبحمده [حتى أمل] فأرجع، أو يغلبني عيني، فأرقد. قال: فقال لي يوماً لما يرى [من خفتي] له وخدمتي إياه: يا ربيعةُ سلني أعطك. قال: فقلتُ: أنظرُ في أمري يارسول الله ثم أعلمك ذلك، قال: ففكرتُ في نفسي [فعرفت] أن الدنيا منقطعةٌ وزائلةٌ، وأن لي فيها رزقاً سيكفيني، ويأتيني. قال: فقلتُ: أسألُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لآخرتي فإنه من الله عز وجل بالمنزل الذي هُو به. / قال: فجئتهُ فقال: ما فعلت يا ربيعة؟ فقلتُ: نعم يارسول الله أسألك أن تشفع لي إلى ربك [فيعتقني] من النار، قال: فقال: من أمركَ بهذا ياربيعة؟ فقلتُ: لا والله، والذي بعثك بالحق ما أمرني به أحدٌ ولكنك لما قلت سلني أعطك، وكنت بالمنزل من الله الذي أنت به، نظرتُ في أمري، فعرفتُ أن الدنيا منقطعةٌ زائلةٌ وأن لي فيها