كتاب جامع المسانيد والسنن (اسم الجزء: 2)

[فجعل يكشف صورةً صورة، ويقول: أتعرف؟] (¬1) فأقولُ: ليس بهذا، حتى أخرج صُورة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلتُ: هذا هُو (¬2) ، فقال: إنه ليقتلُ من أراد قتلهُ، وإنهُ لنبيٌ، ولا سبيل لهم عليه، فرجعتُ إلى مكة، فوجدتهم قد أخرجوه إلى المدينة، وكانت عندي ودائع لبعض من هاجر معه، فقالت قُريش: هلم أموالهم التي عندك. فقلتُ: كلا والله [ولكن دعوني أذهب] لأرُدَّها إليهم، فحلفوني أن لا آكل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعاماً، ولا أشرب له شراباً، فقدمتُ المدينة وقد جُعتُ جُوعاً شديداً، فلما رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر لي بطعامٍ، فقلتُ: إن من خبري كذا وكذا، فإن رأيتَ أنْ آكل أكلت.
فقال: لا تأكلُ لنا طعاماً، ولا تشربْ لنا شراباً) (¬3) .

إنتهى
الجزء التاسع من تجزئة المصنف
ويليه الجزء العاشر
بإذن الله
¬_________
(¬1) مابين المعكوفين من نص الخبر عند الطبراني.
(¬2) العبارة عند الطبراني: (فقلت: ما رأيت أشبه شئ من هذه الصورة به، كأنه طوله وجسمه وبعد ما بين منكبيه)
(¬3) الخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير بلفظ مختلف والمعنى واحد وفيه تفصيل أكثر من هذا قال الهيثمي: رواه الطبراني عن شيخه مقدام بن داود، ضعفه النسائي. قال ابن دقيق العيد في الإمام: إنه وثق وهو حديث حسن. انتهى.
وفي الميزان قال محمد بن يوسف الكندي: كان فقيهاً مفتياً، ولم يكن بالمحمود في الرواية: كما أن فيه ابن لهيعة قال عنه ابن حبان: كان شيخاً صالحاً لكنه كان يدلس عن الضعفاء قبل احتراق كتبه. وكان أصحابنا يقولون: إن سماع من سمع منه قبل احتراق كتبه مثل العبادلة له فسماعهم صحيح، ومن سمع منه بعد احتراق كتبه فسماعه ليس بشئ. ثم قال أبو حاتم: وقد سبرت أخبار ابن لهيعة من رواية المتقدمين والمتأخرين عنه فرأيت التخليط في رواية المتأخرين عنه موجوداً، وما لا أصل له من رواية المتقدمين كثير.
نقول: وهذا الحديث ليس من رواية العبادلة عنه. مجمع الزوائد: 8/232؛ الميزان: 4/175؛ المجروحين: 2/11.

الصفحة 88