كتاب معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ (اسم الجزء: 2)

أخذ «ابن المظفر» القراءة عن مشاهير القراء، وفي مقدمتهم: «الحسين بن محمد بن حبش الدينوري». تصدّر «ابن المظفر» لتعليم القرآن، وذاع صيته بين الناس، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان. ومن الذين قرءوا عليه: «أبو بكر الخياط، والحسن بن محمد بن إبراهيم البغدادي».
ومن شيوخ «أبي بكر الخياط»: «عبيد الله بن محمد بن أحمد، أبو أحمد الفرضي»، وهو من خير القراء، ومن المحدثين، المشهورين بالثقة، والأمانة وجودة الضبط، أثنى عليه الكثيرون، وفي هذا يقول «الخطيب البغدادي»:
«كان «أبو أحمد» ثقة، ورعا، ديّنا، حدثنا منصور بن عمر الفقيه، قال:
«اجتمعت فيه أدوات الرئاسة من علم، وقراءة، وإسناد، وحالة متسعة في الدنيا، وكان مع ذلك أورع الخلق، كان يقرأ علينا الحديث بنفسه لم أر مثله» اه (¬1).
أخذ «أبو أحمد الفرضي» القراءة عن مشاهير القراء، وفي مقدمتهم «أبو الحسن بن بويان».
تصدر «أبو أحمد الفرضي» لتعليم القرآن، وذاع صيته، وأقبل عليه طلاب العلم، يأخذون عنه، وينهلون من علمه، وقد أخذ عنه القراءة عرضا «الحسن ابن محمد البغدادي».
وروى القراءة عنه سماعا «عبد الله بن محمد» شيخ الداني. كما سمع «أبو أحمد الفرضي» حديث الهادي البشير صلّى الله عليه وسلم من «القاضي المحاملي» و «يوسف ابن البهلول» وحضر مجلس «أبي بكر بن الأنباري» العلامة المشهور باللغة، والقراءات، وعلوم القرآن. توفي «أبو أحمد الفرضي» سنة ست وأربعمائة، وله اثنتان وثمانون سنة. رحمه الله رحمة واسعة.
¬__________
(¬1) انظر: غاية النهاية في طبقات القراء ج 1، ص 491.

الصفحة 107