كتاب معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ (اسم الجزء: 2)

إنه سميع مجيب.
أخذ «أبو بكر الخياط» حديث الهادي البشير صلّى الله عليه وسلم عن خيرة علماء الحديث، وفي هذا يقول «الحافظ الذهبي»: وسمع «أبو بكر الخياط» من «أبي الصلت المجبر، وأبي عمر بن مهدي الفارسي» ومن في طبقتهما (¬1).
اشتهر «أبو بكر الخياط» بالثقة، وكثرة العلم، مما جعل العلماء يثنون عليه، وفي هذا يقول «الحافظ الذهبي»: «وكان كبير القدر، عديم النظير، بصيرا بالقراءات، صالحا، عابدا ورعا، بكاء، قانتا، خشن العيش، فقيرا، متعففا، ثقة، فقيها، على مذهب الإمام أحمد» (¬2).
تصدّر «أبو بكر الخياط» لتعليم القرآن، وحروف القراءات، وذاع صيته في الآفاق، وتزاحم عليه الطلاب من كل مكان يأخذون عنه، وينهلون من علمه، ويقرءون عليه.
ومن الذين أخذوا عنه القراءة: «الحسين بن محمد بن عبد الوهاب بن أحمد ابن محمد أبو عبد الله البارع البغدادي الدبّاس. وهو من مشاهير القراء، ومن المؤلفين الأجلاء، ولد سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
احتل «أبو عبد الله البارع» منزلة رفيعة، ومكانة سامية بين العلماء مما جعلهم يثنون عليه، وفي هذا يقول «ابن الجزري»: هو مقرئ صالح، وأديب مفلق، صاحب رواية كتاب «الشمس النيّرة في التسعة الشهيرة» ألّفه له «أبو محمد سبط الخياط» (¬3).
أخذ «أبو عبد الله البارع» القراءة عن خيرة العلماء، وفي مقدمتهم «أبو
¬__________
(¬1) انظر: معرفة القراء ج 1، ص 426.
(¬2) انظر معرفة القراء الكبار ج 1، ص 427.
(¬3) انظر: غاية النهاية في طبقات القراء ج 1، ص 251.

الصفحة 110