كتاب معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ (اسم الجزء: 2)

ومن الذين أخذوا عنه القراءة: «أبو علي الحسن بن أبي الفضل الشرمقاني، والحسن بن محمد المالكي، والحسن بن علي العطار، والحسن بن القاسم غلام الهراس، وأبو الحسن الخياط، وأبو الفضل بن عبد الرحمن الرازي» (¬1) اشتهر «بكر بن شاذان» بالأخلاق الفاضلة، والصفح والحلم، والعفو عن عثرات الإخوان، عملا بقول الله تعالى: وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ، وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (¬2).
ويقول الهادي البشير صلّى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه «عبادة بن الصامت» رضي الله عنه حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «الا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات؛ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: تحلم على من جهل عليك، وتعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك» (¬3) والدليل على تخلق «بكر بن شاذان» بهذه الأخلاق الفاضلة ما رواه «الخطيب البغدادي» حيث قال: حدثني الحسن بن غالب المقرئ أن بكر بن شاذان وأبا الفضل التميمي، جرى بينهما كلام فبدرت من «أبي الفضل» كلمة ثقلت على «بكر» وانصرف، ثم ندم «التميمي» فقصد «أبا بكر بن يوسف» وقال له: قد كلمت «بكر بن شاذان» بشيء جفا عليه، وندمت على ذلك، وأريد أن تجمع بيني وبينه فقال له «ابن يوسف» سوف نخرج لصلاة العصر، فخرج «بكر» وجاء إلى ابن يوسف، والتميمي عنده، فقال له التميمي: أسألك بالله أن تجعلني في حلّ، فقال «بكر»: سبحان الله، والله ما فارقتك حتى أحللتك، وانصرف، فقال «التميمي»: قال لي والدي: «يا عبد
¬__________
(¬1) انظر طبقات القراء ج 1، ص 178.
(¬2) سورة آل عمران الآيتان 133 و 134.
(¬3) رواه البزار والطبراني انظر الترغيب ج 3، ص 511.

الصفحة 118