كتاب معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ (اسم الجزء: 2)

وديوان شعر أتى فيه نحو مائة وخمسين مقطوعا، أودع كلا منها معنى غريبا غير الآخر، ومن شعره:
سل الله ربك ما عنده ... ولا تسأل الناس ما عندهم
ولا تبتغ من سواه الغنا ... وكن عبده لا تكن عبدهم
وله أيضا:
سئمت من الدنيا وصحبة أهلها ... وأصبحت مرتاحا إلى نقلتي منها
والله ما آسى عليها وإنني ... وإن رغبت في صحبتي راغب عنها
وله أيضا:
إذا استغنى الصديق وصا ... ر ذا وصل وذا قطع
ولم يبدا احتفالا بي ... ولم يحرص على نفعي
فأنأى عنه واستغني ... بجاه الصبر والقنع
وأحسب أنه ما مرّ ... في الدنيا على سمعي
ثم أصبح «إبراهيم بن أحمد» شيخ الأدب بالبلاد الشامية بغير مدافع، كذا وصفه كل من «السخاوي» في تاريخه، وابن حجر في معجمه. وقال «المقريزي»: إنه مهر في عدة فنون سيما الأدب فله النظم الجيّد.
وكان يحكى أن «الزينبي عبد الباسط» قال له إن مراسلاتك المسجعة إلينا تبلغ أربعة مجلدات. يفهم من هذا أنه كان بارعا في الكتابة، يقول «الشوكاني»: والحاصل أنه وقع الاتفاق من جميع من ترجم له على أنه لم يكن في عصره من يدانيه في النظم والنثر (¬1).
توفي «إبراهيم بن أحمد» يوم الخميس رابع عشر ربيع الأول سنة سبعين
¬__________
(¬1) انظر البدر الطالع ج 1، ص 10.

الصفحة 12