كتاب معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ (اسم الجزء: 2)

وقد رحل «أبو إسحاق الطبري» في سبيل العلم إلى كثير من الأمصار يأخذ عن علمائها، وفي هذا المعنى يقول «الخطيب البغدادي»: كان «إبراهيم الطبري» أحد الشهود ببغداد، وذكرني «أبو القاسم التنوخي» أنه شهد أيضا بالبصرة، وواسط، والأهواز، والكوفة، ومكة، والمدينة المنورة، قال: وأم بالناس في المسجد الحرام أيام الموسم وما تقدم فيه من ليس بقرشي غيره.
ثم يقول «الخطيب البغدادي»: وسكن «إبراهيم الطبري» بغداد وحدث بها عن «إسماعيل بن محمد الصفار، وأبي عمرو بن السمّاك، وأحمد بن سليمان العباداني، وعلي بن إدريس الستوري» ومن في طبقتهم وبعدهم. اه.
ثم يقول: وكان «أبو الحسن الدارقطني» خرج له خمسمائة جزء، وكان كريما سخيا مفضلا على أهل العلم، حسن المعاشرة، جميل الأخلاق، وداره مجمع أهل القرآن، والحديث، وكان ثقة. اه (¬1).
تصدر «إبراهيم الطبري» لتعليم القرآن، وتتلمذ عليه الكثيرون وفي مقدمتهم: الحسين بن علي العطار، والحسن بن أبي الفضل الشرمقاني وأبو علي الأهوازي، وأبو علي البغدادي صاحب كتاب «الروضة» وأبو نصر أحمد بن مسرور، وأحمد بن رضوان، وأبو عبد الله محمد بن يوسف الأفشيني، روى عنه الحروف (¬2).
احتل «إبراهيم الطبري» مكانة سامية مما استوجب ثناء العلماء عليه، يقول «الإمام ابن الجزري»: كان «الطبري» ثقة، مشهورا، أستاذا (¬3).
توفي سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.
¬__________
(¬1) انظر: تاريخ بغداد ج 6، ص 19.
(¬2) انظر: طبقات القراء ج 1، ص 5.
(¬3) انظر: طبقات القراء ج 1، ص 5.

الصفحة 24