كتاب معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ (اسم الجزء: 2)

ثم يستطرد «الشوكاني» قائلا: وكثيرا ما يشكل عليّ شيء في الكتاب العزيز فأرجع إلى مطولات التفسير، ومختصراتها، فلا أجد ما يشفي، وأرجع الى هذا الكتاب فأجد ما يفيد في الغالب (¬1).
وقد رحل «إبراهيم بن عمر» إلى الحجاز فأدّى فريضة الحج، ثم عاد إلى «القاهرة» وجلس للتعليم، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، ويتتلمذون عليه في شتى الفنون. ثم عاد إلى «دمشق» بعد حياة حافلة بطلب العلم، والتعليم والتصنيف فوافاه الأجل المحتوم وتوفي ليلة السبت ثامن عشر رجب سنة خمس وثمانين وثمانمائة، ودفن خارج «دمشق» من جهة قبر عاتكة.
وتذكر لنا كتب التاريخ أن «إبراهيم بن عمر» رثى نفسه في حياته فقال:
نعم انني عما قريب لميت ... ومن ذا الذي يبقى على الحدثان
كأنك بي أنعى عليك وعندها ... ترى خيرا صمّت له الأذنان
فلا حسد يبقى لديك ولا قلى ... فينطق في مدحي بأيّ معان
وتنظر أوصافي فتعلم أنها ... علت عن مدان في أعزّ مكان
فكم من عزيز بي بذل جماحه ... ويطمع فيه ذو شقا وهوان
فيا ربّ من تفجأ بهول يودّه ... ولو كنت موجودا لديه دعاني
رحم الله «إبراهيم بن عمر» وجزاه الله أفضل الجزاء.
¬__________
(¬1) انظر البدر الطالع ج 1، ص 20.

الصفحة 26