كتاب معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ (اسم الجزء: 2)

في ذي الحجة سنة ست وتسعمائة.
وجلس للتدريس واشتهر بين الناس بالثقة، والضبط، وأقبل عليه الطلاب واستقر في تدريس تفسير القرآن الكريم بجامع «ابن طولون» وغيره من الجوامع، والمدارس، ودرّس عدة فنون.
وعرف عن «إبراهيم بن محمد» قول الشعر، ومن ذلك قوله:
دموعي قد نمت بسرّ غرامي ... وباح بوجدي للوشاة سقامي
فأضحى حديثي بالصبابة مسندا ... بمرسل دمعي من جفون دوامي
احتل «إبراهيم بن محمد» مكانة سامية بين الناس مما جعل العلماء يثنون عليه، وفي هذا يقول العلامة الشوكاني: برع «إبراهيم بن محمد» في الفنون، وأذن له غير واحد بالإقراء والإفتاء وصنّف التصانيف منها:
«شرح الحاوي» في مجلّد ضخم، و «شرح قواعد الإعراب» في نحو عشرة كراريس، و «شرح العقائد» لابن دقيق العيد، و «شرح المنهاج الفرعي».
وله مختصرات كثيرة منها: «تهذيب المنطق للتفتازاني، والورقات في أصول الفقه، لإمام الحرمين، وشذور الذهب في النحو، وعقائد النسفي، واختصر الرسالة القشيرية» وله مصنفات غير هذه (¬1).
ظلّ «إبراهيم بن محمد» يعلّم، ويصنف، حتى توفاه الله تعالى يوم الجمعة ثاني شهر المحرم سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة، وصلى عليه الخليفة «المتوكل على الله» العباسي عقب صلاة الجمعة.
¬__________
(¬1) انظر البدر الطالع للشوكاني ج 1، ص 26.

الصفحة 31