كتاب معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ (اسم الجزء: 2)

حتى اشتهر، وناظر الأماثل.
واشتهر بالطلاقة، والبراعة حتى ذاع صيته فانثالت عليه الدنيا وأتته طائعة.
جلس «أحمد بن إسماعيل» للتعليم واشتهر بين الناس بالثقة وكثرة العلم وأقبل عليه الطلاب، يأخذون عنه، وانتفع به الكثيرون.
ثم خرج من «القاهرة» وعاد إلى «الروم» وعظم أمره عند ملك «الروم» وحسنت حاله بحيث لم يكن عند السلطان «محمد مراد» أحظى منه، وما زال يترقى في المناصب حتى استقر في قضاء العسكر، ثم انتقل من قضاء العسكر إلى منصب الفتوى، وتردد إليه الأكابر.
وقد مدح «السلطان محمد مراد» بعدة قصائد، ومما جاء فيها:
هو الشمس إلا أنه الليث باسلا ... هو البحر إلا أنه مالك البرّ
صنّف «أحمد بن إسماعيل» بعض الكتب النافعة المفيدة منها: شرح على البخاري، وعمل تفسيرا للقرآن الكريم.
ثم أنشأ «باسطنبول» جامعا ومدرسة سمّاها «دار الحديث» وانثالت عليه الدنيا، وعمّر الدور، وانتشر علمه.
ولم يزل على جلالته حتى مات في أواخر سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة وصلى عليه السلطان.
رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.

الصفحة 37