كتاب معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ (اسم الجزء: 2)

يرسل به «الأمير حسام الدين» وغيره إليه من المال ليفرقه على الفقراء.
لقد كان كل اتجاهه إلى المحافظة على الأمر بالمعروف، والنهي عند المنكر، والإعراض عن الدنيا، وما زال في ازدياد من الخير والعلم حتى صار المشار إليه بالزهد والتقوى.
احتلّ «أحمد بن حسين» مكانة مرموقة بين الناس مما جعلهم يثنون عليه، ومن هذا يقول «الإمام السخاوي»: هو في الزهد، والورع، والتقشف، وإتباع السنة، وصحة العقيدة كلمة إجماع، بحيث لا أعلم في وقته من يدانيه في ذلك، وانتشر ذكره، وبعد صيته، وشهد بخيره كل من رآه. اه (¬1).
وقال عنه «ابن أبي عذيبة»: كان «أحمد بن حسين» شيخا طويلا، تعلوه صفرة، حسن المأكل والملبس، والملتقى، له دعوات مستجابات. اه (¬2).
اشتغل «أحمد بن حسين» بالتصنيف، وترك للمكتبة الإسلامية، بعض المصنفات منها: كتاب في التفسير، وشرح لسنن «أبي داود» في أحد عشر مجلدا، ومختصر «ابن الحاجب» في أصول الفقه. وله منظومة في القراءات الثلاث الزائدة على القراءات السبع.
وما زال على وصفه الجميل حتى توفاه الله تعالى يوم الأربعاء، رابع عشر شعبان سنة أربع وأربعين وثمان مائة.
حكى «الإمام السخاوي»: أنه لما ألحد في القبر، سمعه الحفّار يقول:
«رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين».
رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.
¬__________
(¬1) انظر البدر الطالع للشوكاني ج 1، ص 50.
(¬2) انظر البدر الطالع للشوكاني ج 1، ص 50.

الصفحة 45