كتاب معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ (اسم الجزء: 2)

رقم الترجمة/ 21 «أحمد بن عليّ» (¬1) ت 845 هـ
هو: أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد بن إبراهيم، أبو الحسن بن عبد الصمد بن تميم، القاهري، قال «ابن حجر» إنه رأى بخطه ما يدلّ على أن مولده كان في سنة ست وستين وسبعمائة بالقاهرة. ونشأ بها نشأة حسنة، وحفظ القرآن، وأخذ العلم عن جماعة من خيرة العلماء، أمثال «الآمدي والبلقيني والعراقي والهيثمي» وغير ذلك، فقد وجد بخطه أن كبار شيوخه بلغت ستمائة نفس.
حبب إلى «أحمد بن عليّ» الرحلة إلى بعض العواصم العربية والإسلامية من أجل التزوّد من العلم كما هي عادة خيرة العلماء، فرحل إلى مكة، وحج واعتمر، وسمع من علمائها، ثم رحل إلى الشام وسمع الكثيرين من شيوخها، ولقي الكبار، وجالس الأئمة، وتفقه على مذهب الإمام أبي حنيفة ثم بعد فترة من الزمن تحول شافعيا، ودرس فقه الإمام الشافعي رضي الله عنه، ثم دخل دمشق مرارا، مع ولده «الناصر» وتولى بها التدريس، ثم أعرض عن جميع ذلك. وبعد هذه الجولة الواسعة التي طوّف فيها الكثير من المدن عاد إلى القاهرة، وأقام بها، وعكف على الاشتغال بالتاريخ حتى اشتهر به، وبعد فيه صيته، وصارت له فيه جملة تصانيف مثل: «الخطط والآثار للقاهرة» وهو من أحسن الكتب وأنفعها، وفيه الكثير من العجائب والمواعظ.
ومن مؤلفاته: «درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة» ذكر فيه من عاصره، وكتاب «إمتاع الأسماع بما للرسول صلّى الله عليه وسلم من الأبناء والحفدة والمتاع»، و «عقد جواهر الأسفاط في ملوك مصر والفسطاط»، و «الإلمام فيما
¬__________
(¬1) انظر ترجمته في البدر الطالع ج 1، ص 79. ورقم الترجمة 46.

الصفحة 62