كتاب معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ (اسم الجزء: 2)

القراءات النافعة المفيدة، ومن المراجع الأصيلة من علم القراءات، إذ اشتمل على مائتين وخمسين رواية، كما ألف رحمه الله تعالى كتاب «تهذيب الأداء في القراءات السبع» وهو أيضا من المراجع المفيدة.
أخذ «أبو الفضل محمد بن جعفر» القراءة على خيرة علماء عصره، وفي مقدمتهم «الحسن بن سعيد المطوعي».
تصدّر «أبو الفضل محمد بن جعفر» لتعليم القرآن، واشتهر بالثقة والضبط وحسن الأداء، وأقبل عليه حفاظ القرآن من كل مكان، وفي مقدمة من أخذ عنه القراءة «أحمد بن الفضل» وغيره كثير.
احتلّ «أبو الفضل محمد بن جعفر» مكانة سامية بين العلماء مما استوجب الثناء عليه، وفي هذا يقول «الحافظ الذهبي»: كان «أبو الفضل» أحد من جال في الآفاق، ولقي الكبار». توفي «أبو الفضل» بعد حياة حافلة بالتصنيف والتأليف سنة ثمان وأربعمائة، رحمه الله رحمة واسعة إنه سميع مجيب.
ومن شيوخ «أحمد بن الفضل» في القراءة: «محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده أبو عبد الله العبديّ الأصبهاني، الحافظ الكبير، وهو من القراء الثقات، ومن أصحاب المؤلفات. قال عنه حجة القراء الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى: «محمد بن إسحاق، إمام كبير، جال الأقطار، وانتهى إليه علم الحديث بالأمصار، لا نعلم أحدا رحل كرحلته، ولا كتب ككتابته، فإنه بقي في الرحلة أربعين سنة، وكتب بخطه فيها عدة أحمال، ثم عاد إلى وطنه شيخا، وقد كتب عن ألف وسبعمائة شيخ، ومعه أربعون حملا من الكتب، فتزوج بأصبهان، ورزق الأولاد» (¬1).
أخذ «محمد بن إسحاق» القراءة عن عدد كبير من العلماء: فقد روى
¬__________
(¬1) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج 2، ص 98.

الصفحة 69