كتاب معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ (اسم الجزء: 2)

القراءة عن «علي بن جعفر البغدادي» بمصر، ومحمد بن محرّم الجهوري، وغيرهما كثير.
تصدّر «محمد بن إسحاق» لتعليم القرآن، وحروف القراءات، واشتهر بالثقة والاتقان، وأقبل عليه حفاظ القرآن من كل مكان يأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه: ابنه إسحاق، وأحمد بن الفضل، وآخرون. توفي «محمد بن إسحاق» سنة خمس وتسعين وثلاثمائة. رحمه الله رحمة واسعة، إنه سميع مجيب.
ومن شيوخ «أحمد بن الفضل» في القراءة: «محمد بن إبراهيم بن أحمد البغدادي» كان رحمه الله تعالى من الثقات، ومن القراء المشهورين، أخذ القراءة عن «أبي الحسن الدارقطني» إذ سمع منه «كتاب القراءات». ثم جلس «محمد بن إبراهيم» لتعليم القرآن، واشتهر بالثقة، وجودة القراءة وحسن الأداء، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان يأخذون عنه، ويتلقون عليه، وفي مقدمة من أخذ عنه القراءة «أحمد بن الفضل الباطرقاني».
وكما أخذ «أحمد بن الفضل» القراءة القرآنية عن خيرة العلماء، أخذ أيضا حديث الهادي البشير صلّى الله عليه وسلم، وفي هذا يقول «الحافظ الذهبي»: كان مكثرا من السماع على: ابن منده، وأحمد بن يوسف الثقفي، والحسن بن كعبرة، وأبي مسلم بن شهدل.
احتل «أحمد بن الفضل» مكانة عظيمة، ومنزلة عالية، وسمعة حسنة، مما جعل العلماء يثنون عليه، وفي هذا يقول عنه تلميذه «محمد بن عبد الواحد الدقاق»: «لم أر شيخا بأصبهان جمع بين علم القرآن والقراءات، والحديث، والروايات، وكثرة الكتابة، والسماع، أفضل من «أبي بكر الباطرقاني» كان إمام الجامع الكبير، حسن الخلق والهيأة، والمنظر والقراءة، والدراية، ثقة في

الصفحة 70