كتاب الإمام في معرفة أحاديث الأحكام - ت آل حميد (اسم الجزء: 2)

آنفا.
وأما ما رجحه ثانيا من رواية الزهري، عن عباد، فقد أخرج أبو داود عن أحمد بن صالح، عن ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، حدثني عباد بن زياد: أن عروة بن المغيرة حدثه: أنه سمع أباه المغيرة بن شعبة يقول: "عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه في غزوة تبوك قبل الفجر .... " – فذكر الحديث – وفيه: "ومسح برأسه، ثم توضأ على خفيه".
قرأت على الحافظ أبي محمد المنذري، أنا أبو جعفر عمر بن أبي بكر الحساني – بقرائتي عليه بدمشق –، قلت له: أخبرك أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين وأبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا وأبو بكر محمد بن عبد الباقي – إجازة من جميعهم إن لم يكن سماعا –، قالوا: أنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوزي، ثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي – قراءة عليه فأقر به –، ثنا بشر بن موسى، ثنا أبو نعيم، ثنا زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي، عن عروة بن المغيرة بن شعبة، عن أبيه رضي الله عنه قال: "كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في سفر فقال: "أمعك ماء؟ " قلت: نعم، فنزل عن راحلته، فمشى حتى توارى في سواد الليل، ثم جاء فأفرغت عليه ماء من إداوة، فغسل يديه ووجهه، وعليه جبة من صوف، فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها حتى أخرجهما من أسفل الجبة، وغسل ذراعيه، ومسح برأسه، ثم أهويت لأنزع خفيه، فقال: "دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين". – ومسح عليهما –.

الصفحة 106