كتاب الإمام في معرفة أحاديث الأحكام - ت آل حميد (اسم الجزء: 2)

لم ير ذلك متعارضا، وجعلهما إسنادين أو أسانيد. ومما يعارض كون الصحيح "أبو عبيدة"، عن أبيه ": رواية البخاري عن أبي إسحاق، وقوله: "ليس أبو عبيدة ذكره"، وهذا نفي لروايته عن أبي عبيدة صريحا.
وأما الوجه الثالث: وهو زيادة: "إيتني بحجر"، فإن الدارقطني رحمه الله تعالى لما رواها، لم يعرض لها، ولا البيهقي في "سننه"، وهي منقطعة فيما بين أبي إسحاق وعلقمة، فإنه لم يسمع منه شيئا بإقراره على نفسه بذلك.
قال أبو محمد ابن أبي حاتم في "المراسيل": " [قال أبي وأبو زرعة: أبو إسحاق لم يسمع من علقمة شيئا. حدثنا أبي، نا محمد بن بشار، نا أمية بن خالد الأزدي، نا شعبة قال: كنت عند أبي إسحاق الهمداني، فقال له رجل: شعبة يقول: إنك لم تسمع من علقمة، قال: صدق شعبة] ". [وقد صرح البيهقي بذلك في موضع آخر من "سننه"، وسكت عنه هنا، قال البيهقي في "باب الدية أخماس": "إن أبا إسحاق عن علقمة منقطع، لأنه رآه ولم يسمع منه". انتهى. والحديث في البخاري، وليس فيه هذه الزيادة كما قدمناه، والله أعلم].

الصفحة 571