كتاب مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة (اسم الجزء: 2)

ومنطلق التقريب الصحيح من مدوناتهم.
وفيما يلي نشير إلى بعض الملامح والأمثلة لهذا المنهج:
أولاً: كشف ما وضعوه من كتب:
للروافض مجموعة من الكتب يرون أنها هي عمدتهم في الحديث، ودراسة مدى صحة نسبة هذه الكتب لمؤلفيها وهل زيد فيها أو نقص.. وعنصر الوضع والدس والمؤامرة فيها.. دراسة هذه المسائل من المهمات، فإنهم كما وضعوا الأحاديث، وضعوا الكتب. وقد رأينا أن أول كتاب للشيعة موضوع مكذوب. وأن صاحب اسم لا مسمى له (¬1) .. أما مسألة الزيادة على ما وضع المؤلف فهذا كثير عندهم، انظر مثلاً اختلافهم هل «كتاب الروضة» ـ وهو أحد كتب «الكافي» التي تضم مجموعة من الأبواب ـ هل هو من تأليف الكليني أو مزيد فيما بعد على كتابه «الكافي» ؟ (¬2) ، بل الأمر أخطر من ذلك فإن شيخهم الثقة عندهم حسين ابن السيد حيدر الكركي العاملي (¬3) (ت 1076هـ) قال إن: (كتاب الوافي خمسون كتاباً بالأسانيد التي فيه لكل حديث متصل بالأئمة «ع» ) (¬4) ، بينما نرى شيخهم الطوسي (ت 460هـ) يقول: (كتاب «الكافي» مشتمل على
¬__________
(¬1) وهو كتاب «سليم بن قيس» انظر: ص 209 وما بعدها من هذا البحث.
(¬2) الخونساري: «روضات الجنات» : (6/118، 176) .
(¬3) أبو عبد الله حسين ابن السيد حيدر بن قمر الحسيني الكركي العاملي المعروف عندهم بالمجتهد أو المفتي، صاحب كتاب «الإجازات والرسائل المتفرقة في مسائل شتى» ، ت 1076هـ. «روضات الجنات» : (2/327) .
(¬4) انظر: «روضات الجنات» : (6/114) .

الصفحة 282