كتاب مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة (اسم الجزء: 2)

هناك نص في الإمام لم يقل علي - رضي الله عنه - ذلك.
وفي نص آخر يعلق استجابته للخلافة لانتخابهم له ودعوتهم إياه لا للنص الإلهي، يقول: (والله ما كانت لي في الخلافة رغبة ولا في الولاية إربة (¬1) ، ولكنكم دعوتموني إليها، وحملتموني عليها..) (¬2) .
وهذه النصوص تتفق مع، جاء عن طريق أهل السنّة فتأخذ صفة الإجماع عند الفريقين. فقد روى الإمام أحمد في «مسنده» عن وكيع عن الأعمش عن سالم عن أبي الجعد عن عبد الله بن سبع قال: «سمعت علياً يقول: (وذكر أنه سيقتل) قالوا: فاستخلف علينا، قال: لا، ولكن أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالوا: فما تقول لربك إذا أتيته؟ قال: أقول: اللهم تركتني فيهم ما بدا لك ثم قبضتني إليك وأنت فيهم، فإن شئت أصلحتهم وإن شئت أفسدتهم» (¬3) . وروى الإمام أحمد مثله عن أسود بن عامر عن الأعمش عن سلمة بن كهيل عن عبد الله بن سبع (¬4) ، وفي الباب روايات أُخرى (¬5) .
¬__________
(¬1) الإربة: بكسر الهمزة: الغرض والطلبة.
(¬2) «نهج البلاغة» : ص 322.
(¬3) «مسند الإمام أحمد» : (2/242) رقم 1078، وقال أحمد شاكر: وإسناده صحيح. والحديث في «مجمع الزوائد» : (9/137) وقال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح، ورواه البزار بإسناد حسن.
(¬4) «المسند» : (2/340) رقم 1339، قال أحمد شاكر: إسناده صحيح.
(¬5) انظر: الدارقطني: «السنن الكبرى» : (8/149) ، وراجع «البداية والنهاية» : (5/250- 251) ، (7/324- 325) .

الصفحة 288