كتاب مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة (اسم الجزء: 2)
عليه) (¬1) ، وقال: (إن المغيرة بن سعيد (¬2) دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها، فاتقوا الله ولا تقبلوا ما خالف قول ربنا وسنّة نبينا) (¬3) . والمغيرة هذا قال - فيما حكوا عنه -: (قد دسست في أخباركم أخباراً كثيرة تقرب من مائة ألف حديث) (¬4) ، وقال جعفر الصادق: (إنا أهل بيت صادقون لا نخلو من كذاب يكذب علينا فيسقط صدقنا بكذبه) (¬5) .
وتتفق هذه الشهادات مع اتفاق علماء السنّة على أن الكذب في الرافضة أظهر منه في سائر الطوائف، ومن تأمل كتب الجرح والتعديل المصنفة في أسماء الرواة والنقلة وأحوالهم - عن أهل السنّة -.. رأي المعروف عندهم بالكذب في الشيعة أكثر منهم في جميع الطوائف (¬6) . ولهذا قال الإمام مالك: (نزلوا أحاديث أهل العراق منزلة أحاديث أهل الكتاب؛ لا تصدقوهم ولا تكذبوهم) (¬7) .
واستغل هؤلاء "الكذبة" عقيدة التقية في إشاعة الكذب على الأئمة.
كما أن قواعد قبول الأحاديث عن الرافضة قد يسرت سبل دخول الكذب من أوسع أبوابه، فالكذب لنصرة المذهب مستعمل - وحتى
¬__________
(¬1) «تنقيح المقال» : (1/174) (المقام الثالث من المقدمة) .
(¬2) انظر في أخبار المغيرة بن سعيد، «رجال الكشي» : ص 223.
(¬3) «رجال الكشي» : ص 224.
(¬4) «تنقيح المقال» : (1/174) (المقام الثالث من المقدمة) .
(¬5) انظر: «رجال الكشي» : ص 108، المجلسي: «البحار» : (25/363) .
(¬6) ابن تيمية: «منهاج السنّة» : (1/42) (بتحقيق: د. رشاد سالم) .
(¬7) «المنتقى» : ص 88.