كتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (اسم الجزء: 2)

عليك. أَى ردّ الله عليك مثل ما ذهب. وأَخلف فلان لنفسه إِذا كان قد ذهب له شئ فجعل مكانه آخر. قال تميم بن أُبى [بن] مقبل:
أَلم تر أَن المال يخلُف نسله ... ويأْتى عليه حقّ دهر وباطلُهْ
فأَخلفْ وأَتلفْ إِنما المالُ عَارَةٌ ... وكُلْهُ مع الدهر الذى هو آكلهُ
يقول استفد خَلَف ما أَتلفت. وخَلَف اللهُ عليك أَى كان لك منه خليفةٌ.
وقوله تعالى: {لاَّ يَلْبَثُونَ خِلفَكَ إِلاَّ قَلِيلاً} أَى بعدك، وقرئ (خِلاَفَكَ) أَى مخالَفة لك. وقوله: {أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ} أَى إِحداهما من جانب والأُخرى من جانب آخر.
وخلَّفته تخليفاً: تركته خلفى، قال تعالى: {فَرِحَ المخلفون بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ الله} أَى مخالفين. والخالف: المتأَخِّر عنك لنقصان أَو قصور كالمتخلِّف، قال تعالى: {مَعَ الخالفين} . والخالفة: عمود الخيمة المتأَخِّر، ويُكْنى بها عن المرأَة لتخلُّفها عن المرتحلين وجمعه خوالف. قال تعالى: {رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الخوالف} أَى مع النِّساءِ. والخالفة: الأَحمق، وهو خالفة بيّن الخَلاَفة أَى أَحمق. والخالفة: الأَمّة الباقية

الصفحة 564