كتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (اسم الجزء: 2)

قوى على دفع أَعدائه. ودارأته: دافعته ولاينته. وفى حديث: "ادرءُوا الحدود بالشُّبهات" وفيه تنبيه على تطلب حيلةٍ يُدفع بها الحدّ.
وقوله تعالى: {فادارأتم فِيهَا} هو تفاعلتم، فأَدغم التاء فى الدّال واجتلب أَلف الوصل كما تقدّم فى ادَّارك. وقال بعض العلماءِ: ادّارأْتم: افتعلتم. وهو غلط من أَوجه:
الأَوّل: أَنَّ ادّرأَتم على ثمانية أَحرف وافتعلتم على سبعة أَحرف.
الثَّانى: أَن الَّذى يلى أَلف الوصل تاءٌ فَجَعَلها دالاً.
الثالث: أَنَّ الذى يلى التاءَ دالٌ فجعلها تاء.
الرّابع: أَن الفعل الصّحيح العين لا يكون ما بعد تاء الافتعال منه إِلاَّ متحرّكا وقد جعله ههنا ساكناً.
الخامس: أَنَّ ههنا قد دخل بين التاءِ والدّال زائد وفى افتعلت لا يدخل ذلك.
السادس: أَنَّه أَنزل الأَلف منزلة العين وليست بعين.
السّابع: أَن افتعل قبل تائه حرفان وبعده حرفان، وادّارأْتم بعد التاءِ ثلاثة أَحرف.

الصفحة 598